شرح الفقرة رقم(5) من المعاهدة
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد السمناوي

قوله(عليه السلام): (( ويبنى لك في الفردوس ألف ألف قصر في كل قصر ألف ألف بيت، تكون فيها جار جدك (عليه السلام) ويبنى لك في دار السلام بيت تكون فيه جار أهلك ويبنى لك في جنة عدن ألف مدينة)).
وردت جنة الفردوس في القرآن الكريم مرتان قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا)[سورة الكهف/ الآية:107] (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )[سورة المؤمنون/ الآية: 11]. وكذلك دار السلام التي هي من أسماء الجنة أيضّاً وردت مرتان قال تعالى: ( لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[سورة الانعام/الآية: 127]،( وَالله يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[سورة يونس/الآية: 25].
الْفِرْدَوْسَ: قيل هي جنة بناها الله لبنة من ذهب ولبنة من فضة وجعل خلالها المسك الأذفر(1)، كما أن هناك جملة من الأعمال الصالحة إذا أتى بها المؤمن فانه سوف يكون من أهل جنة الفردوس في مرتبة عالية من مراتبها.
منها: فقد ذكر الشيخ الصدوق في باب ثواب من أحيا ليلة تامّة فانه يعطى من الثواب جملة من الخيرات والبركات الإلهيّة والتي منها ما أدناه أن يخرج من الذنوب كما ولدته أُمّه، ويكتب له بعدد ما خلق الله (جل جلاله) من الحسنات ومثلها درجات، ... ويقول الربّ تبارك وتعالى لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي، أحيا ليلة ابتغاء مرضاتي، أسكنوه الفردوس، وله فيها مائة ألف مدينة، في كلّ مدينة جميع ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين(2).
ثم جنة الفردوس وغرفها خلقت من اسم الله تعالى فقد دلت على ذلك ماورد في الدعاء: (وباسمك الذي خلقت به الفردوس)(3)، ولها درجات عاليّة لا تفضلها شيء ومكانها ملكوت السموات كما في بعض الأخبار.
منها: من كان يطعم الطعام فان الله تعالى يجزيه بهذه الجنة فمن أطعم ثلاث نفر من المسلمين كما جاء عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السماوات: الفردوس وجنة عدن وطوبى ( وهي شجرة تخرج في جنة عدن ) غرسها ربنا بيده)(4).
إنّ المسلمين بكل فرقهم ومذاهبهم يعتقدون ان الجنة دار الثواب والجزاء لمن امتثل لأوامر الله تعالى في هذه الدنيا، وادى حق الطاعة الذي حدد مركزه له الله تعالى، والنار هي دار العقاب للعاصين المذنبين الذين لم يحققوا الطاعة لله سبحانه وتعالى، فمنهم من يدخل النار فلا يكون خالداً فيها وهذا حال المسلمين الذين ارتكبوا المعاصي واصروا عليها، ومنهم من يكون خالداً فيها لمن ارتكب الكبائر وذهب إلى انها حلال وجائزة، خلافاً لمن ارتكبها وكان يعتقد بحرمتها فيكون فيها خالداً ينتظر باب الشفاعة، وسوف يأتي الحديث عن الجنة واسمائها بالتفصيل لاحقاً في التعليق على بعض فقرات دعاء العشرات.
المصادر
[1] الكاشاني؛ ملا محسن، الوافي: ج7، ص20.
[2] الصدوق؛ المقنع: ص138.
[3] الطوسي؛ مصباح المتهجد: ص295.
[4] المجلسي؛ محمد تقي، روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه: ج3، 376.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat