في ذكرى شهادة الامام علي ( عليه السلام )
د . موفق عبدالعزيز الحسناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . موفق عبدالعزيز الحسناوي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ســـــــــيدنا محمد وعلى آله الطيبــــــين الطاهرين واصحابه الغر الميامين .
نستذكر في هذه الايام من شهر رمضان المبارك ذكرى استشهاد بطل العروبة والاسلام وحامل سيف ذو الفقار الامام علي بن ابي طالب عليه السلام والذي استشهد وهو ساجدا في محراب الصلاة في مسجد الكوفة لتكون بذلك نهاية حياته الدنيويه في اطهر بقعة مباركة وافضل وضع يكون عليه الانسان الا وهو وضع السجود وفي افضل وأكرم شهر عند الله سبحانه وتعالى وهو شهر رمضان المبارك وفي بداية العشر الاواخر من رمضان التي تتضاعف بها طاعات الانسان وعباداته لان فيها ليلة القدر التي هي خير من الف شهر ، وانتقل الى حياة الاخرة والنعيم الموعود الذي وعده بها رسولنا الاعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم لتكون بذلك اروع خاتمة لاشرف حياة قضاها امير المؤمنين في البر والتقوى والعبادة والجهاد في سبيل الله ومباديء الاسلام الحنيف واعلاء شأن الرسالة المحمدية هادية الانسانية في كل زمان ومكان .
لقد مثلت حياة امير المؤمنـــــين الامام علي بن ابي طالب عليـه السلام اسمى معاني التـــــضحية والفداء والشجاعة والبطولة والصبر والايثار والحق ، التي تجسدت في شخصــــــيته الفذة التي قل نظيرها،أن لم نقل انعدم مثيلها في التاريخ عدا شخص الرسول الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم )
لقد أختزل الاسلام برمته في شخصية علي بن ابي طالب (ع) ، فمن اراد ان يعرف الاســــــــــلام الحقيقي كما هو دون زيف وتحريف فلينظر الى شخصية وسيرة امير المؤمنين (ع ) . ويكفي عليا فخرا بأنه وليد الكعبة الوحيد على مر التاريخ ، حيث اراد الله سبحانه وتعالى ان يكرك الامام علي عليه السلام بصورة لايكرم بها أي شخصية اخرى من البشر عدا الانبياء عليهم الصلاة والسلام وبذلك جعله وليد الكعبة المشرفة والتي تشرف بها وافتخرت به ، وان يأتي النداء من الله العلي القدير على لســـــــان جبريل " لافتى الا علي لاسيف الا ذو الفقار " .فعلي هو سيف الاسلام والمدافع عــــــــنه والفدائي الاول فبه ، لم يتردد يوما عن قول الحق والدفاع عنه مهما كان ولمن كان ، ولم تهتز مبادؤه التي آمن بها ونشأ وتربى عليها في حضن الرسول الاعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم مهما تكالبت عليه الاعداء وحاصرته عاديات الزمن وخذله المقربون منه قبل الاعداء .
لقد كان علي ومازال وسيبقى نورا ساطعا يضيء الدرب لكل المسلـــمين في مشــــــارق الارض ومغاربها على الرغم مما قام به الاعداء الكثيرون له من محاولات كثيرة لطمس شخصـــــيته وعدم اظهارها بوجهها الحقيقي على مدى التاريخ . ولكن مهما حــاول هؤلاء الاعداء طمس الحـــــــقائق يزداد الناس تمسكا بعلي وبالمنهج الذي خطه للمسلمين .
لقد كان الامام علي عليه السلام جبلا شامخا تتحطم عنده كل المحاولات الرامية الى اضعاف الاسلام المحمدي الحقيقي والنيل منه والالتفاف على مبادئه السامية التي جاءت لنصرة الضعفاء والمظلومين والترفع بالانسانية لتعيش في حياة طاهرة نقية يتساوى فيها الغني مع الفقير والقوي مع الضعيف ليكون العالم اشبه بالمدينة الفاضلة التي يترفع ساكنيها عن الملذات الدنيوية قصيرة الامد والزائلة حتما في يوم ما لتصبو انظارهم الى حلم جميل وابدي لاينتهي الا وهو جنان الخلد والنعيم التي وعد بها الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين حقا والذي يمثل الامام علي عليه السلام قائدهم الى تلك الجنان والنعيم بعد الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
اننا عندما نستذكر شخصية الامام علي (ع ) علينا ان نضـــــع نصب اعيــــننا المبــــاديء والقيم التي استشهد من اجلها امير المؤمنين , ولتكن مناسبة متجددة للوقوف على واقع الدين الاسـلامي حاليا ومما يحاول اعداء هذا الدين من تشويه صورته الحقيقية التي اوجدها الرسول الكريم محــمد (ص ) ونشرها ابن عمه علي بن ابي طالب (ع ) بسيفه وأبقاها ابن امير المؤمـــــــــــنين الحسين الشهيد عليه السلام ، للعمل لازالة مالحق به من تشويه وزيف .
اننا ماأحوجنا في هذا الزمان لشــــخص مثل علي بن ابي طالب ليــــقيم اعوجاج الـــحق وينتصر للمظلومين ويهز عروش الجبابرة والطغاة .
ليكن عملنا خالصا لوجه الله تعالى ورسوله ودينه الحنيف . لنـعــــــمل من اجل بناء شخــــصيتنا الاسلامية الحقيقية التي تدعو الى الايمان والخير والتوحيد . لنــــعمل على لم شملنا وجمع صفوفنا لمواجهة اعداؤنا الحقيقيون .
اننا فخورون لأنتمائنا الى الى الخط القويم الذي اتبعه امير المؤمنـــــــين (ع ) ، وليتجـــــسد هذا الانتماء بالعمل لرفع شأن الدين الاسلامي ، وتوضيـــــــح الحقائق كما هي للاخرين , وابعاد الحيف والظلم الذي لحق به .
عندما نبكي امير المؤمنين دما حزنا والما لفقده ، فأن عزاؤنا هو ان ماخطه عليا لنا يتـجدد يوما بعد اخر وينتشر . ونحن بأنتظار الامل المنشود الامام المهدي (عجل الله فرجه الشــــريف ) ، الذي سوف ينقذنا مما نحن فيه ، ويملأ الارض عدلا ونورا ، فهو امل المستضـــــــــعفين وقاهر عروش الجبابرة والمتكبرين .
لنتمسك بعلي بن ابي طالب عليه السلام ولنسير على الخط الذي رسمه للاســـلام خط الصلاح والهداية ولندافع عنه بـــكل جرأة وشجاعة ، ليقود حياتنا الى الخير والصلاح والهداية ورضا الله سبحانه وتعالى .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat