أن الشعور بالانتماء للأهل والجماعة و الوطن عملية لا تأتي بالتعليمات والتوجيهات والنصائح ولا تأتي كذلك بالاعتداء والترهيب و انما هي عملية مستمرة التربية ولذلك فلا غرابة ان نجد الكثير من الناس في شعوب العالم المختلفة يتشربون من قيم المواطنة مع تحقيق الحاجات الاساسية لهم كالأطفال وينمو معهم ويجب ان نعلم ان المحافظة على المفاهيم الايجابية للمواطنة ترتبط كذلك مع تقدم العمر بتحقيق الذات والطموح في الحياة وكذلك توفير العدالة الاجتماعية والمشاركة في القدرات التي تخص اصحاب الشأن وكذلك توفير قدر كاف من الحرية الشخصية و الاجتماعية والدينية والتامين على المستقبل وغيرها من الحاجات التي تنمو مع نمو الانسان وان من اهم عوامل تعزيز الولاء والمواطنة هي التربية بمفهومها الواسع حيث هي مصدر اساسي في النمو الفكري والشخصي والاجتماعي والسياسي والروحي والبدني والتربية المقصودة (المدرسة )هي الممثل الرئيسي للقيام بمثل هذه المهمة من خلال المعلم والمنهج الدراسي وبيئة المدرسة والنشاطات اللاصفية التي تقوم بمثل هذه المهمة جدا في تعزيز الولاء والمواطنة كالنشاطات المدرسية والزيارات الى الاثار والمكتبات والمقدرات التي يمتلكها الوطن والتي تجسد تاريخ وهوية الوطن بشكل مادي ومعنوي ملموس وان ازمة القيم تعد من السمات الواضحة في العصر الحاضر نتيجة لطغيان المادة على ما حولها من قيم ومبادى فلتقدم الباهر الذي وصل اليه الانسان لم يحقق التوازن النفسي الذي يبتغيه بل انه ساعد على اهتزاز القيم وضحالتها بداخله وان القيم الضرورية لتحقيق السعادة للفرد والمجتمع وتنظيم سلوك ثابت مما يسبب العيش الهادئ الكريم ويحفظ الحقوق ويمنع الطغيان و الاعتداء فهي تعمل على تحقيق المجتمع المتعاون على الخير وتجعل المسؤولية بين الفرد والمجتمع تبادلية وتضامنية ومتوازية تحفظ للجماعة مصلحتها وقوة تماسكها فالقيم ترتبط بواقع الحياة اليومية ارتباطا وثيقا والاسرة يجب يظهر الاخلاص في العمل والصدق في القول والفعل والثقة كما ينبغي ان تجسد هذه القيم سلوكا ايجابيا تحقق الخير له وللإنسانية جميعا وتكمن اهمية المواطنة في الحياة الانسانية بناء على الاثار و النتائج المترتبة عليها وان المواطنة هي الدواء الانجح لحل الكثير من المشكلات المترتبة على الاختلاف وتحقق الوحدة الوطنية وبناء حقيقي للتعايش السلمي المشترك لا بناء الوطن الواحد .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat