صفحة الكاتب : د . وسيم وني

رعد حازم ..أسطورة الرعب التي لا تنكسر
د . وسيم وني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث في لبنان

كل يوم يرحل عن حياة الدنيا الكثير؛ فمنهم من يترك له أثرا أو ذكرى أو حتى  موقف يستذكر به ، ويستشهد الناس به، وقلة من الناس من يرحل ويُخلف إرثًا فكريًا وحضاريًا يردد اسمهم ويقود الشعوب من بعدهم على ذات الدرب الذي ساروا فيه قبل رحيلهم، ويخُط طريق سير لا يختلف عليه أحد.

 "فالشهداء " أو "الأدباء الراحلون بشهادة في سبيل الله وفي سبيل تحرير الوطن من رجس الاحتلال "، أناس يرحلون وقد تركوا إرثًا عظيمًا، فكانوا في حياتهم خير القادة وخير القدوة لمن بقي خلفهم أو ارتحل بعدهم.. هم أناس حملوا همّ الأمة وبنوا لها إرثًا تسير عليه الأجيال من بعدهم حتى لا تضل الطريق وتضيع البوصلة عن تحرير فلسطين كل فلسطين .

الفدائي رعد فتحي حازم (29 عاماً)، من مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، إثر خروجه من المسجد في مدينة يافا، بعدما أدّى صلاة الفجر جماعةً  اشتبك مع قوات خاصة إسرائيلية طلبت منه تسليم نفسه ، فأبى إلا أن يطلق ما تبقّى له من رصاصات، قبل ارتقائه شهيداً .

وقد استطاع  رعد بإرادته التي لا تنكسر بعد هجومه على عاصمة كيان الاحتلال من نشر حالة من الرعب والخوف والهلع بين صفوف سارقي الأرض وقتلة الأطفال ليدحض ببطولته هذه  مقولة «الكبار يموتون..والصغار ينسون» والتي  أطلقها بن غوريون، مؤسس الكيان الصهيوني، وتبناها أشهر وزراء خارجية أميركا في حقبة الحرب الباردة، دالاس.. وعلى نهجهما سار كثيرون من ساسة أوروبا وأميركا والعالم، وخاصة ممن يستظلون بظل واشنطن، ويدورون في فلكها، ويرقصون في عتمتها.. ويتسابقون للتطبيع  معها!!

وهناك أطلق رعد العنان لبندقيته مصوباً رصاصاته تجاه من يعتبر أنهم لا يستحقون لطفه ومحبته، أولئك الذين قاموا بتحويل مخيم جنين، حيث نشأ وعاش، إلى كابوس يومي، يستبيحه  قطعان عسكرهم وأجهزة مخابراتهم وأمنهم ليعيثوا فيها قتلاً واعتقالاً وإذلالاً .

فمن رحم تلك المعاناة، تخلى رعد عن ودّه، لساعات فقط ، وأراد أن يكون مختلفاً عمّا عاشه طيلة سنواته الـ29  حركته لم تكن عبثية ، والقتل بالنسبة له لم يكن هدفاً أو أسلوب حياته، هو فقط ود تذكير أولئك  المحتلين أن حب الوطن من الإيمان ، إلا أن حب فلسطين أقدس الأوطان يعادل الروح ورغد الحياة الكريمة .

وأخيراً لن يكون رعد آخر الفدائيين فالعملية الرابعة خلال أسابيع قليلة في قلب تل أبيب، تثبت أن الخوف لم يتسلل بعد إلى قلوب أولئك الشبان "الأبطال"، وأن شكلاً جديداً من المقاومة قد وُلد  وبشكل جديد يستلهم شجاعة كل شهدائنا الأبرار ، ويمضي بخطط منفردة ليكسر "السور" الواقي" الصهيوني، ويخترق الذاكرة الصهيونية ، التي ظنّت أن تل أبيب محيّدة عن الصراع وأن رعد حازم أسطورة الرعب التي لا تنكسر .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . وسيم وني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/10



كتابة تعليق لموضوع : رعد حازم ..أسطورة الرعب التي لا تنكسر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net