شرح الخصلة الاُولى من الرواية: ( يرفع الله البركة من عمره )
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد السمناوي

اتفق الفقهاء على حرمة تحويل الصلاة الأدائيّة إلى قضائيّة عمداً، ويترتب على ذلك الكثير من الآثار السلبيّة فيمن يتهاون في صلاته من الرجال والنساء، ويقوم بالتعمد من الإتيان بالصلاة خارج وقتها، ومن تلك الآثار هو سلب البركة من الأعمار؛ بمعنى أن يكون عمر الإنسان المتهاون في صلاته قليلاً ولا بركة فيه، فكما أن الكثير من الأعمال تطيل عمر الإنسان كما في الصدقة أو صلة الأرحام وكثرة السجود، وأعمال البر.
ان زيادة العمر هو كناية عن البركة بسبب الأعمال والطاعات التي يتقرب بها المؤمن إلى عزَّ وجل، فما أكثر الروايات التي بينت صلة الرحم في كونها تطيل في العمر، وان الإنفاق في سبيل الله، وأعمال البر تجعل عمر الإنسان طويلاً ومباركاً.
ان الكثير من الناس ربما يكون أجلهم قريب من الموت إلا أن صلة الرحم هي التي اطالت، ومددت له الإقامة في دار الدنيا، وقد أشارت الروايات إلى هذه الحقيقة بكل وضوح .
فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: " صلة الرحم تزيد في العمر "(1).
وعن ميسر، قال: دخلنا على أبي جعفر عليه السلام ونحن جماعة فذكروا صلة الرحم والقرابة، فقال: أبو جعفر عليه السلام:" أما أنه قد حضر أجلك غير مرة ولا مرتين ، كل ذلك يؤخر بصلتك قرابتك"(2).
وعن أبي طالب والد الإمام علي عليه السلام قال في وصيته كما نقلها إبن أبي الحديد : "صلوا أرحامكم ولا تقطعوها فان صلة الرحم منسأة في الأجل وزيادة في العدد واتركوا البغي والعقوق ففيهما هلكت القرون قبلكم"(3).
وعن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم: " فان صلة الرحم منساة في الأجل محببة في الاهل" (4).
وقال أبو عبد الله عليه السلام: " صلة الرحم، وحسن الجوار، يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار "(5).
وصلة الرحم تطيل في العمر في دار الدنيا، أما في الآخرة فأن من آثارها وبركاتها أنها تخفف عنهم الحساب، وتكون عاقبتهم على خير، بسبب صبرهم، وتقربهم إلى الله تعالى بالعبادة والصلاة، وانفاقهم لأموالهم في السر والعلن، وفي نهاية المطاف ان يدخلهم الله تعالى جنات عدن هم مع ذرياتهم، ويجعل الله البركة فيها، وهذا ما نجده بكل واضح أيضاً، وقد دلت عليه قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ *وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )(6).
المصادر
[1] - بحار الأنوار : ج : 89 , ص94 .
2ـ بحار الأنوار: ج 12 / 270 ح 45 .
3ـ الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة : السيد علي خان المدني الشيرازي ص 61 .
4ـ الكافي ج 2 ص 151 .
5ـ عيون الحكم والمواعظ : ص 342.
6ـ سورة الرعد : الآية 21, 22, 23 , 24.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat