المعصوم لا يُغسّلهُ إلا معصوم ، أو الملائكة.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السلام على المعذب في قعر السجون، وظلمِ المطامير ذي الساق المرضوض بحلق القيود.
اثار أعداء آل البيت (ع) الكثير من الشبهات للحط من قدرهم وارباك شيعتهم، ولكنهم لم يفلحوا (فما كان لله ينمو ويتصل، وما كان لغير الله ينقطع ويضمحل). ان جميع فقهائنا رغم اختلافهم في حكم طهارة ابدان المعصومين عليهم السلام وما فيها ابتداء من النبي وإلى صاحب العصر والزمان (ع)، إلا أنهم متفقون على طهارة ذواتهم و عصمتهم من الولادة الي ان يلحقوا بالرفيق الاعلي.وهناك شبه اتفاق بين المذاهب على طهارتهم.
فمما رواه أهل السنة الكثير من الاحاديث التي تنص على شرب بول النبي (ص) من قبل الصحابة مثل أم أيمن وأم يوسف وغيرهما ،فقال لهما النبي (ص) لا تلج بطنك النار.
وكذلك رووا الكثير من الاحاديث في شرب الصحابة لدم النبي (ص) من الحجامة مثل سفينة وسالم ابو هند الحجام وأبو طيبة الحجام وغلام لقريش وأكثرهم كان النبي (ص) إما يضحك معهم أو يقول لهم لا تمسكم النار أو أحرزت نفسك من النار.لا بل أن الكثير من الصحابة كانوا يتسابقون للحصول على بعض آثار النبي للبركة ، مثل خصلات من شعره ، او بعض اظافره.
ونفهم ذلك أيضا من الزيارة الجامعة التي رواها ابن طاووس وزيارات أخرى حول طهارتهم من النجاسة قال: (ان الله طهركم من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ومن كل ريبة ورجاسة ودنية ونجاسة) (1) .
ومما جاء في بعض نواحي وصية فاطمة الزهراء (س) الى أمير المؤمنين (ع): (... واُوصيك إذا قضيت نحبي؛ فغسلني ولا تكشف عني؛ فإني طاهرة مطهّرة، وحنطني بفاضل حنوط أبي رسول الله (ص)، وصلِّ عليَّ وادفني ليلاً لا نهاراً إذا هدأت العيون ونامت الأبصار، وسرّاً لا جهاراً، وعفِ موضع قبري، ولا تشهد جنازتي أحداً ممّن ظلمني) .(2)
من هنا نفهم أن المعصوم لا يحتاج إلى من يغسّله ، لأنه طاهر بنص من القرآن والسنة فقد أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وهذا يشمل كل الرجاسات المادية والمعنوية. وفي جانب كبير من الروايات فإن من يدفن المعصوم في حال تعذر وجود معصوم آخر، هم الملائكة ، حتى وان بدا ظاهرا أن عامة الناس هم من يقوموا بالدفن إلا أن ما خفى عنهم هو قيام الملائكة بذلك ، لأن المعصوم حاضر في كلا العالمين. فهو يعيش في عالمنا المادي وعالم الغيب .وإنما يجري الغسل على عامة الناس لانهم من اهل الدنيا ويحتاجون إلى ان يتطهروا ليدخلوا عالم الغيب. وفي الروايات الاسلامية وغيرها هناك الكثير منها يذكر أن الغسل تولاه شخص ولكنه كان يرى ان هناك من يساعده وهم الملائكة كما في مسألة غسل ودفن النبي محمد صلوات الله عليه وآله ، وابنته الزهراء (ع) وغيرهم كما سيأتي بيانه.
وكما هو معروف فإن النجاسة نقص والمتنجس غير طاهر فاقد الأهلية للكثير من الأمور التي تتعلق بالدين. والمعصوم كامل طاهر منزّه عن كل ما من شأنه أن يمس طهارته وهذا القرآن يشهد على ذلك (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا).(3)
ان عموم الناس كانوا يتبركون بالمعصومين أنبياء كانوا أو اوصياء. بل كانوا يستمطرون بهم ويستشفون بمخلفاتهم ويتبركون بلمس ثيابهم وما شابه وكتب المخالفين وكتب جميع الأديان حافلة بذلك أيضا.
وكما هو معروف فإن السنّة هي فعل المعصوم وقوله وتقريره واذا رأينا المعصوم يتطهر ويغتسل ويتوضأ إنما ذلك لكي تجري السنة ويكون قدوة للآخرين ويتم تعليمهم الفروض، والنبي فعل ذلك لأنه اول من يفعل ذلك فيتاسى الناس به مع أنه طاهر، ويدلنا حديث سد الأبواب من أن النبي والمعصومين ليس فيهم نجاسة معنوية او مادية . فلا يصح (لجنب) أن يمر او يبات في المسجد إلا النبي وعلي عليهما السلام وذريتهما. ففي طهارة الإمام علي عليه السلام أنه يحل له في مسجد رسول الله (ص) ما لا يحل لغيره فعن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي : (لا يحل لأحد من هذه الأمة أن يجنب في المسجد غيري وغيرك).(4)
وفي رواية أخرى اوسع واشمل ذكرها البيهقي قال:عن ام سلمى عنها قالت قال : رسول الله (الا ان مسجدي حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال الا على محمد واهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين).(5) فإذا رأى الناس النبي او الامام يغتسل غسل الجنابة فهذا من أجل اقرار التشريعات وتعليم المسلمين امور دينهم. فالغسل ليس له بل للناس.
وحتى لو قام الامام بتغسيل إمام آخر فهذا لا يعني أن جسده اصبح نجسا بالموت ، بل لأنها سنّة وهم اولى بتطبيق السنة ليتأسى الناس بهم.
إما لو مات الإمام ولا يوجد معصوم قربه، فإن الملائكة تتولى غسله ودفنه. وقد حصل ذلك لغير المعصومين من عامة المسملين كما ذكر ابن سعد في الطبقات قال : عن عائشة قالت : (رُفع عامرُ بن فهيرة إلى السماء، فلم توجد جثتهُ، يرون أن الملائكة وارتهُ).(6)
وروى في المصنف قال في قصة دفن عامر بن فهيرة الذي قتل في بئر معونة، قال الزهري : (وبلغني .. التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه فيرون أن الملائكة هي دفنته).(7)
وكذلك دفنت الملائكة جسد خبيب الذي صلبهُ المشركون حيّا. فقال النبي (ص) من يُنزل خُبيبا عن خشبته وله الجنة؟ فذهب الزبير والمقداد بن عمرو وانزلاه من الشجرة على الأرض ، وما إن نزل جسده إلى الأرض حتى ابتعلتهُ الأرض عن فوره . فقال النبي (ص) : قد دفنتهُ الملائكة، فسُمي دفين الملائكة.
يضاف إلى ذلك أن القرآن يخبرنا بأن مريم العذراء كانت تتعهدها الملائكة (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا).(8) فهل مريم سلام الله عليها اكرم عند الله من آل محمد الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
والكتاب المقدس يخبرنا بأن من يأتي في آخر الزمان ستأتي معه الملائكة القديسين ، وهؤلاء الملائكة لربما ينحصر دورهم في نصرة المعصوم والقيام بواجبه لو مات فهم من يقوم بغسله ودفنه، فيقول : (متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه).(9) فاالملائكة في خدمتهم. ونزلت يوم بدر واحد ، فلماذا لا تنزل لتعهّد امر المعصوم في اي حال من الاحوال.
يضاف إلى ذلك أن كل الأئمة المعصومين سلام الله عليهم لا يحتاجون إلى تغسيل لكونهم ماتوا شهداء على ايدي الظالمين. بعضهم مسموم وبعضهم مقتول. وهذا شعار رفعه آل البيت عليهم السلام (ما منّا إلا مقتول او مسموم).(10) وكان رد الامام السجاد عليه السلام لابن زياد عندما هدده بالقتل قال : (أبالقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة). (11) فالشهيد يسقط عنه الغسل ويُدفن في ملابسه.
أن الأئمة سلام الله عليهم كلهم ماتوا شهداء قتلا في سبيله سبحانه وتعالى.ولعل سبب غسل الإمام من قبل امام مثله لكي لا يتعرض أحد لجسم الإمام بسبب عدم قدرت الانسان العادي النظر إلى جسد الإمام او عورته وقد ورد في الحديث عن النبي (ص) أنه قال لأصحابه: (حرام على أصحابي وأهلي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي، فإنه مني وأنا منه . يا علي تغسلني ولا يغسلني غيرك فيعمى بصره).(12) ولكن اذا سقط الغسل بالشهادة. فإن الدفن ظاهرا يقوم به اي ناطق بالشهادتين، ولكن الملائكة هي من تباشر ذلك.
فإذا قامت الملائكة بتغسيل الصحابي الشهيد حنظلة بن أبي عامر الملقب بـ (غسيل الملائكة) حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ (المتوفي سنة 3 هـ) صحابي من الأنصار من بني ضبيعة من الأوس، أسلم، وخرج إلى غزوة أحد بعد أن سمع النفير وهو جُنُب، فقُتل يومها، قتلهُ شداد بن الأسود الليثي وأبو سفيان بن حرب اشتركا فيهِ. وقال النبي محمد أن الملائكة غسّلته، فسُمّي غِسِّيل الملائكة.(13) فإذا غسلته الملائكة ، فلماذا لا تقوم الملائكة بتغسيل الامام في حال فقد من يُغسله.
قال الامام الرضا (عليه السلام) لهرثمة: إن الامام يجب أن يغسله الامام، فإن تعدى متعد فغسلَ الإمام لم تبطل إمامة الامام لتعدي غاسله ولا بطلت إمامة الامام الذي بعده بأن غُلب على غسلِ أبيه، ولو تُرك أبا الحسن علي بن موسى بالمدينة لغسلهُ ابنه محمد ظاهرا مكشوفا ولا يُغسُلهُ الآن أيضا إلا وهو من حيث يخفى).(14) يعني لا يراه احد. قال هرثمة : فقلت له: أبوك من غسله؟ ومن وليه؟ ــ يقصد الامام موسى الكاظم (ع) ــ قال: حضروه الذين حضروا يوسف عليه السلام ملائكة الله ورحمته . حتى إذا مات جعفر رأى موسى منه مثل ذلك هكذا يجري إلى آخرنا).(15)
وأما لو قام شخص غير معصوم بتغسيل الإمام ودفنه كما يبدو في ظاهر الأمر فهذا من الله هو الذي سمح بذلك وهدى اشخاصا معينين للقيام بذلك ظاهرا ، فقد جاء في رواية الامام السجاد (ع) : (ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام...).(16) ويقصد الامام سلام الله عليه جسد الإمام الحسين (ع)
يضاف إلى ذلك كثرة الروايات التي تتحدث عن (الملائكة النقّالة) التي تنقل الناس وتبديل أماكن دفنهم، فلماذا لا يشمل ذلك الأئمة المعصومين أيضا فتتعهدهم الملائكة. فعن الامام الصادق (ع) قال : (ان الله عز وجل خلق سبعين ألف ملك يقال لهم النقالة، ينتشرون في مشارق الأرض ومغاربها، فيأخذون كلا منهم مكانا يستحقه، وانهم يسلبون جسد الميت، ويضعون آخر في مكانه، من حيث لا تدرون وتشعرون، وما ذلك ببعيد، وما الله بظلام للعبيد).(17) وقد قال الكجوري : (وقصّة الملائكة النقّالة من الحكايات المرويّة والمحسوسة ، ولا يمكن إنكار أخبارها المعتبرة ، بل إنكارها إنكار لضرورة محسوسة .(18)
ان مسألة لا يغسل الامام المعصوم الا المعصوم أو الملائكة، هي من عقائد الأديان كافة ،وأما في الاسلام فهي من عقائد الشيعة وأن هذا المعنى كان مشهورا من قبل الخاصة والعامة أيضا.(19) والروايات متواترة في ذلك، ولم يخالف أحدٌ من علماء الشيعة إلا السيد المرتضى رحمه الله.
أما في كتب الأديان الأخرى. فقد ورد أنه لا يلي النبي او خليفته إلا نبي او خليفة مثله ومن ذلك يذكر سفر التكوين : (فكانت كل أيام آدم التي عاشها تسع مئة وثلاثين سنة، ومات فدفنه ابنه ثيث).(20) وهو الذي آلت إليه الوصاية بعد أخيه هابيل كما تنص التوراة.
وهكذا بالنسبة إلى شيث الوصي مات فدفنه وصيه اخيه آنوش . وهكذا تستمر الحال يموت قينان فيدفنه مهلائيل وصيه ويموت يارد فيدفنه وصيه متوشلح إلى زمن نوح الذي مات فدفنه ابنه يافث : ( فكانت كل أيام نوح تسع مئة وخمسين سنة، ومات).(21)
وإلى زمن نبي الله ابراهيم الذي مات ودفنه وصيه اسماعيل واسحاق أخيه: (وأسلم إبراهيم روحه ومات بشيبة صالحة، .ودفنه إسحاق وإسماعيل ابناه).(22)
وموسى أيضا دفن أخيه هارون وعندما ما مات موسى (ع) دفنه وصيه يوشع: (فمات هناك موسى ودفنه في الجواء في أرض موآب ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم. وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات، ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته ويشوع بن نون إذ وضع موسى عليه يديه، كما أوصى الرب موسى).(23)
وهكذا فعل حواريوا يوحنا بجسده بعد أن قتله هيرودس : (وقطع رأس يوحنا في السجن ، فتقدم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه، ثم أتوا وأخبروا يسوع). (24) ويستخدم الإنجيل لفظ (التلاميذ) بدلا من (الحواريين).
وكذلك فعل الحواري يوسف الرامي بجسد السيد المسيح، أو شبيهه المقتول بدلا عنه والذي كان حواريا أيضا ــ حسب رواية الإنجيل ــ يقول النص : (يوسف من الرامة، وكان تلميذا ليسوع، أمر بيلاطس أن يُعطى الجسد فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي، ووضعه في القبر. وكانت مريم تنظر أين وضع).(25)
وهكذا فُعل بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فقد غسّلهُ الامام علي (ع) ودفنهُ بالتعاون مع بعض بني هاشم واعانتهم على ذلك الملائكة.(26) وكان بمقدور الإمام علي ان يقوم بتغسيل النبي في الخفاء ، ولكن لن يكون هناك اي اثر او فائدة للمسلمين.
المصادر:
1- علل الشرائع 178 ح 2 ، عنه البحار 43 : 13 ح 7 ، والعوالم11 : 72 ح 12 .
2- بحار الانوار ج 43 ص : 178 ــ 192.
3- سورة الأحزاب آية : 33.
4- مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) - محمد بن سليمان الكوفي - ج ٢ - الصفحة ٢٠.
5- ) البيهقي في سننه ج 7 ص65. وفي مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص115 وفتح الباري لابن حجر العسقلاني 7/13 و تحفة الاحوذي للمباركفوري ج9 ص140 وج 10ص112 ومسند ابي يعلى الموصلي ج2 ص311، والمطالب العالية لابن حجر العسقلاني 1/52.
6- الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص : 231.
7- المصنف ، عبد الرزاق ج5 ص :382.وابن سعد في الطبقات الكبرى ج3 ص : 231.وحلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص : 110.
8- آل عمران آية : 37.
9- إنجيل متى 25: 31.
10- كفاية الأثر ص226 و227 والصراط المستقيم ج2 ص128 والأنوار البهية ص322 ط سنة 1417 هـ والبحار ج27 ص364 وج44 ص139 .
11- بحار الأنوار ج45ص118.
12- نوادر المعجزات - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - الصفحة ١٣٢. و : البحارج 22 ص 492 ح 38. الشيخ أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي؛ هو رجل دين وفقيه ومحدّث شيعي من مشاهير علماء الشيعة الإماميّة، ويُضاف إلى اسمه أحياناً الإمامي أو الشيعي تمييزاً له عن ابن جرير الطبري السني صاحب التاريخ والتفسير.
13- أسد الغابة في معرفة الصحابة - حنظلة بن أبي عامر.
14- بحار الانوار ج27ص:288.
15- بحار الانوار ج27ص :288-289.و : بحار الانوار 27/289-290.
16- كامل الزيارات - ابن قولويه - هامش ص 444.
17- الأنوار العلوية - الشيخ جعفر النقدي - الصفحة ٤٣٢.
18- الخصائص الفاطمية لمحمد باقر الكجوري، ج 2 ، ص 75 .
19- روضة المتقين للمجلسي ج1ص:371.
20- سفر التكوين 5: 5.
21- سفر التكوين 9: 29.
22- سفر التكوين 25: 9.
23- سفر التثنية 34: 5.
24- إنجيل متى 14: 12.
25- إنجيل متى 27: 58 ــ 59.
26- يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام : (ولقد وليتُ غسلهُ والملائكة أعواني فضجت الدار والأفينة ملأ يهبط وملأ يعرج وما فارقت سمعي هينمة منهم يُصلّون عليه حتى واريناه في ضريحه). حسين البروجردي، جامع أحاديث الشيعة ،( قم: المطبعة العلمية،1399هـ)،ج3، ص154.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مصطفى الهادي

السلام على المعذب في قعر السجون، وظلمِ المطامير ذي الساق المرضوض بحلق القيود.
اثار أعداء آل البيت (ع) الكثير من الشبهات للحط من قدرهم وارباك شيعتهم، ولكنهم لم يفلحوا (فما كان لله ينمو ويتصل، وما كان لغير الله ينقطع ويضمحل). ان جميع فقهائنا رغم اختلافهم في حكم طهارة ابدان المعصومين عليهم السلام وما فيها ابتداء من النبي وإلى صاحب العصر والزمان (ع)، إلا أنهم متفقون على طهارة ذواتهم و عصمتهم من الولادة الي ان يلحقوا بالرفيق الاعلي.وهناك شبه اتفاق بين المذاهب على طهارتهم.
فمما رواه أهل السنة الكثير من الاحاديث التي تنص على شرب بول النبي (ص) من قبل الصحابة مثل أم أيمن وأم يوسف وغيرهما ،فقال لهما النبي (ص) لا تلج بطنك النار.
وكذلك رووا الكثير من الاحاديث في شرب الصحابة لدم النبي (ص) من الحجامة مثل سفينة وسالم ابو هند الحجام وأبو طيبة الحجام وغلام لقريش وأكثرهم كان النبي (ص) إما يضحك معهم أو يقول لهم لا تمسكم النار أو أحرزت نفسك من النار.لا بل أن الكثير من الصحابة كانوا يتسابقون للحصول على بعض آثار النبي للبركة ، مثل خصلات من شعره ، او بعض اظافره.
ونفهم ذلك أيضا من الزيارة الجامعة التي رواها ابن طاووس وزيارات أخرى حول طهارتهم من النجاسة قال: (ان الله طهركم من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ومن كل ريبة ورجاسة ودنية ونجاسة) (1) .
ومما جاء في بعض نواحي وصية فاطمة الزهراء (س) الى أمير المؤمنين (ع): (... واُوصيك إذا قضيت نحبي؛ فغسلني ولا تكشف عني؛ فإني طاهرة مطهّرة، وحنطني بفاضل حنوط أبي رسول الله (ص)، وصلِّ عليَّ وادفني ليلاً لا نهاراً إذا هدأت العيون ونامت الأبصار، وسرّاً لا جهاراً، وعفِ موضع قبري، ولا تشهد جنازتي أحداً ممّن ظلمني) .(2)
من هنا نفهم أن المعصوم لا يحتاج إلى من يغسّله ، لأنه طاهر بنص من القرآن والسنة فقد أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وهذا يشمل كل الرجاسات المادية والمعنوية. وفي جانب كبير من الروايات فإن من يدفن المعصوم في حال تعذر وجود معصوم آخر، هم الملائكة ، حتى وان بدا ظاهرا أن عامة الناس هم من يقوموا بالدفن إلا أن ما خفى عنهم هو قيام الملائكة بذلك ، لأن المعصوم حاضر في كلا العالمين. فهو يعيش في عالمنا المادي وعالم الغيب .وإنما يجري الغسل على عامة الناس لانهم من اهل الدنيا ويحتاجون إلى ان يتطهروا ليدخلوا عالم الغيب. وفي الروايات الاسلامية وغيرها هناك الكثير منها يذكر أن الغسل تولاه شخص ولكنه كان يرى ان هناك من يساعده وهم الملائكة كما في مسألة غسل ودفن النبي محمد صلوات الله عليه وآله ، وابنته الزهراء (ع) وغيرهم كما سيأتي بيانه.
وكما هو معروف فإن النجاسة نقص والمتنجس غير طاهر فاقد الأهلية للكثير من الأمور التي تتعلق بالدين. والمعصوم كامل طاهر منزّه عن كل ما من شأنه أن يمس طهارته وهذا القرآن يشهد على ذلك (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا).(3)
ان عموم الناس كانوا يتبركون بالمعصومين أنبياء كانوا أو اوصياء. بل كانوا يستمطرون بهم ويستشفون بمخلفاتهم ويتبركون بلمس ثيابهم وما شابه وكتب المخالفين وكتب جميع الأديان حافلة بذلك أيضا.
وكما هو معروف فإن السنّة هي فعل المعصوم وقوله وتقريره واذا رأينا المعصوم يتطهر ويغتسل ويتوضأ إنما ذلك لكي تجري السنة ويكون قدوة للآخرين ويتم تعليمهم الفروض، والنبي فعل ذلك لأنه اول من يفعل ذلك فيتاسى الناس به مع أنه طاهر، ويدلنا حديث سد الأبواب من أن النبي والمعصومين ليس فيهم نجاسة معنوية او مادية . فلا يصح (لجنب) أن يمر او يبات في المسجد إلا النبي وعلي عليهما السلام وذريتهما. ففي طهارة الإمام علي عليه السلام أنه يحل له في مسجد رسول الله (ص) ما لا يحل لغيره فعن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي : (لا يحل لأحد من هذه الأمة أن يجنب في المسجد غيري وغيرك).(4)
وفي رواية أخرى اوسع واشمل ذكرها البيهقي قال:عن ام سلمى عنها قالت قال : رسول الله (الا ان مسجدي حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال الا على محمد واهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين).(5) فإذا رأى الناس النبي او الامام يغتسل غسل الجنابة فهذا من أجل اقرار التشريعات وتعليم المسلمين امور دينهم. فالغسل ليس له بل للناس.
وحتى لو قام الامام بتغسيل إمام آخر فهذا لا يعني أن جسده اصبح نجسا بالموت ، بل لأنها سنّة وهم اولى بتطبيق السنة ليتأسى الناس بهم.
إما لو مات الإمام ولا يوجد معصوم قربه، فإن الملائكة تتولى غسله ودفنه. وقد حصل ذلك لغير المعصومين من عامة المسملين كما ذكر ابن سعد في الطبقات قال : عن عائشة قالت : (رُفع عامرُ بن فهيرة إلى السماء، فلم توجد جثتهُ، يرون أن الملائكة وارتهُ).(6)
وروى في المصنف قال في قصة دفن عامر بن فهيرة الذي قتل في بئر معونة، قال الزهري : (وبلغني .. التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه فيرون أن الملائكة هي دفنته).(7)
وكذلك دفنت الملائكة جسد خبيب الذي صلبهُ المشركون حيّا. فقال النبي (ص) من يُنزل خُبيبا عن خشبته وله الجنة؟ فذهب الزبير والمقداد بن عمرو وانزلاه من الشجرة على الأرض ، وما إن نزل جسده إلى الأرض حتى ابتعلتهُ الأرض عن فوره . فقال النبي (ص) : قد دفنتهُ الملائكة، فسُمي دفين الملائكة.
يضاف إلى ذلك أن القرآن يخبرنا بأن مريم العذراء كانت تتعهدها الملائكة (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا).(8) فهل مريم سلام الله عليها اكرم عند الله من آل محمد الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
والكتاب المقدس يخبرنا بأن من يأتي في آخر الزمان ستأتي معه الملائكة القديسين ، وهؤلاء الملائكة لربما ينحصر دورهم في نصرة المعصوم والقيام بواجبه لو مات فهم من يقوم بغسله ودفنه، فيقول : (متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه).(9) فاالملائكة في خدمتهم. ونزلت يوم بدر واحد ، فلماذا لا تنزل لتعهّد امر المعصوم في اي حال من الاحوال.
يضاف إلى ذلك أن كل الأئمة المعصومين سلام الله عليهم لا يحتاجون إلى تغسيل لكونهم ماتوا شهداء على ايدي الظالمين. بعضهم مسموم وبعضهم مقتول. وهذا شعار رفعه آل البيت عليهم السلام (ما منّا إلا مقتول او مسموم).(10) وكان رد الامام السجاد عليه السلام لابن زياد عندما هدده بالقتل قال : (أبالقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة). (11) فالشهيد يسقط عنه الغسل ويُدفن في ملابسه.
أن الأئمة سلام الله عليهم كلهم ماتوا شهداء قتلا في سبيله سبحانه وتعالى.ولعل سبب غسل الإمام من قبل امام مثله لكي لا يتعرض أحد لجسم الإمام بسبب عدم قدرت الانسان العادي النظر إلى جسد الإمام او عورته وقد ورد في الحديث عن النبي (ص) أنه قال لأصحابه: (حرام على أصحابي وأهلي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي، فإنه مني وأنا منه . يا علي تغسلني ولا يغسلني غيرك فيعمى بصره).(12) ولكن اذا سقط الغسل بالشهادة. فإن الدفن ظاهرا يقوم به اي ناطق بالشهادتين، ولكن الملائكة هي من تباشر ذلك.
فإذا قامت الملائكة بتغسيل الصحابي الشهيد حنظلة بن أبي عامر الملقب بـ (غسيل الملائكة) حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ (المتوفي سنة 3 هـ) صحابي من الأنصار من بني ضبيعة من الأوس، أسلم، وخرج إلى غزوة أحد بعد أن سمع النفير وهو جُنُب، فقُتل يومها، قتلهُ شداد بن الأسود الليثي وأبو سفيان بن حرب اشتركا فيهِ. وقال النبي محمد أن الملائكة غسّلته، فسُمّي غِسِّيل الملائكة.(13) فإذا غسلته الملائكة ، فلماذا لا تقوم الملائكة بتغسيل الامام في حال فقد من يُغسله.
قال الامام الرضا (عليه السلام) لهرثمة: إن الامام يجب أن يغسله الامام، فإن تعدى متعد فغسلَ الإمام لم تبطل إمامة الامام لتعدي غاسله ولا بطلت إمامة الامام الذي بعده بأن غُلب على غسلِ أبيه، ولو تُرك أبا الحسن علي بن موسى بالمدينة لغسلهُ ابنه محمد ظاهرا مكشوفا ولا يُغسُلهُ الآن أيضا إلا وهو من حيث يخفى).(14) يعني لا يراه احد. قال هرثمة : فقلت له: أبوك من غسله؟ ومن وليه؟ ــ يقصد الامام موسى الكاظم (ع) ــ قال: حضروه الذين حضروا يوسف عليه السلام ملائكة الله ورحمته . حتى إذا مات جعفر رأى موسى منه مثل ذلك هكذا يجري إلى آخرنا).(15)
وأما لو قام شخص غير معصوم بتغسيل الإمام ودفنه كما يبدو في ظاهر الأمر فهذا من الله هو الذي سمح بذلك وهدى اشخاصا معينين للقيام بذلك ظاهرا ، فقد جاء في رواية الامام السجاد (ع) : (ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام...).(16) ويقصد الامام سلام الله عليه جسد الإمام الحسين (ع)
يضاف إلى ذلك كثرة الروايات التي تتحدث عن (الملائكة النقّالة) التي تنقل الناس وتبديل أماكن دفنهم، فلماذا لا يشمل ذلك الأئمة المعصومين أيضا فتتعهدهم الملائكة. فعن الامام الصادق (ع) قال : (ان الله عز وجل خلق سبعين ألف ملك يقال لهم النقالة، ينتشرون في مشارق الأرض ومغاربها، فيأخذون كلا منهم مكانا يستحقه، وانهم يسلبون جسد الميت، ويضعون آخر في مكانه، من حيث لا تدرون وتشعرون، وما ذلك ببعيد، وما الله بظلام للعبيد).(17) وقد قال الكجوري : (وقصّة الملائكة النقّالة من الحكايات المرويّة والمحسوسة ، ولا يمكن إنكار أخبارها المعتبرة ، بل إنكارها إنكار لضرورة محسوسة .(18)
ان مسألة لا يغسل الامام المعصوم الا المعصوم أو الملائكة، هي من عقائد الأديان كافة ،وأما في الاسلام فهي من عقائد الشيعة وأن هذا المعنى كان مشهورا من قبل الخاصة والعامة أيضا.(19) والروايات متواترة في ذلك، ولم يخالف أحدٌ من علماء الشيعة إلا السيد المرتضى رحمه الله.
أما في كتب الأديان الأخرى. فقد ورد أنه لا يلي النبي او خليفته إلا نبي او خليفة مثله ومن ذلك يذكر سفر التكوين : (فكانت كل أيام آدم التي عاشها تسع مئة وثلاثين سنة، ومات فدفنه ابنه ثيث).(20) وهو الذي آلت إليه الوصاية بعد أخيه هابيل كما تنص التوراة.
وهكذا بالنسبة إلى شيث الوصي مات فدفنه وصيه اخيه آنوش . وهكذا تستمر الحال يموت قينان فيدفنه مهلائيل وصيه ويموت يارد فيدفنه وصيه متوشلح إلى زمن نوح الذي مات فدفنه ابنه يافث : ( فكانت كل أيام نوح تسع مئة وخمسين سنة، ومات).(21)
وإلى زمن نبي الله ابراهيم الذي مات ودفنه وصيه اسماعيل واسحاق أخيه: (وأسلم إبراهيم روحه ومات بشيبة صالحة، .ودفنه إسحاق وإسماعيل ابناه).(22)
وموسى أيضا دفن أخيه هارون وعندما ما مات موسى (ع) دفنه وصيه يوشع: (فمات هناك موسى ودفنه في الجواء في أرض موآب ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم. وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات، ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته ويشوع بن نون إذ وضع موسى عليه يديه، كما أوصى الرب موسى).(23)
وهكذا فعل حواريوا يوحنا بجسده بعد أن قتله هيرودس : (وقطع رأس يوحنا في السجن ، فتقدم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه، ثم أتوا وأخبروا يسوع). (24) ويستخدم الإنجيل لفظ (التلاميذ) بدلا من (الحواريين).
وكذلك فعل الحواري يوسف الرامي بجسد السيد المسيح، أو شبيهه المقتول بدلا عنه والذي كان حواريا أيضا ــ حسب رواية الإنجيل ــ يقول النص : (يوسف من الرامة، وكان تلميذا ليسوع، أمر بيلاطس أن يُعطى الجسد فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي، ووضعه في القبر. وكانت مريم تنظر أين وضع).(25)
وهكذا فُعل بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فقد غسّلهُ الامام علي (ع) ودفنهُ بالتعاون مع بعض بني هاشم واعانتهم على ذلك الملائكة.(26) وكان بمقدور الإمام علي ان يقوم بتغسيل النبي في الخفاء ، ولكن لن يكون هناك اي اثر او فائدة للمسلمين.
المصادر:
1- علل الشرائع 178 ح 2 ، عنه البحار 43 : 13 ح 7 ، والعوالم11 : 72 ح 12 .
2- بحار الانوار ج 43 ص : 178 ــ 192.
3- سورة الأحزاب آية : 33.
4- مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) - محمد بن سليمان الكوفي - ج ٢ - الصفحة ٢٠.
5- ) البيهقي في سننه ج 7 ص65. وفي مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص115 وفتح الباري لابن حجر العسقلاني 7/13 و تحفة الاحوذي للمباركفوري ج9 ص140 وج 10ص112 ومسند ابي يعلى الموصلي ج2 ص311، والمطالب العالية لابن حجر العسقلاني 1/52.
6- الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص : 231.
7- المصنف ، عبد الرزاق ج5 ص :382.وابن سعد في الطبقات الكبرى ج3 ص : 231.وحلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص : 110.
8- آل عمران آية : 37.
9- إنجيل متى 25: 31.
10- كفاية الأثر ص226 و227 والصراط المستقيم ج2 ص128 والأنوار البهية ص322 ط سنة 1417 هـ والبحار ج27 ص364 وج44 ص139 .
11- بحار الأنوار ج45ص118.
12- نوادر المعجزات - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - الصفحة ١٣٢. و : البحارج 22 ص 492 ح 38. الشيخ أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي؛ هو رجل دين وفقيه ومحدّث شيعي من مشاهير علماء الشيعة الإماميّة، ويُضاف إلى اسمه أحياناً الإمامي أو الشيعي تمييزاً له عن ابن جرير الطبري السني صاحب التاريخ والتفسير.
13- أسد الغابة في معرفة الصحابة - حنظلة بن أبي عامر.
14- بحار الانوار ج27ص:288.
15- بحار الانوار ج27ص :288-289.و : بحار الانوار 27/289-290.
16- كامل الزيارات - ابن قولويه - هامش ص 444.
17- الأنوار العلوية - الشيخ جعفر النقدي - الصفحة ٤٣٢.
18- الخصائص الفاطمية لمحمد باقر الكجوري، ج 2 ، ص 75 .
19- روضة المتقين للمجلسي ج1ص:371.
20- سفر التكوين 5: 5.
21- سفر التكوين 9: 29.
22- سفر التكوين 25: 9.
23- سفر التثنية 34: 5.
24- إنجيل متى 14: 12.
25- إنجيل متى 27: 58 ــ 59.
26- يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام : (ولقد وليتُ غسلهُ والملائكة أعواني فضجت الدار والأفينة ملأ يهبط وملأ يعرج وما فارقت سمعي هينمة منهم يُصلّون عليه حتى واريناه في ضريحه). حسين البروجردي، جامع أحاديث الشيعة ،( قم: المطبعة العلمية،1399هـ)،ج3، ص154.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat