(1) :
بين الايمان والكفر : يتسع ذلك الفضاء المغري ليجعلك محافظا منسلخا زاهدا مفضوحا باحثا عن حقيقة نفسك التي لم تجدها / بين العدل والجور : هنا تكون او لا تكون ، فلربما كنت منصفا مع نفسك والآخر ، وانشطرت نفسك لتجدها تصفق يوما الى ذلك الحاكم الجائر ، ، لا بأس بقصيدة مدحت بها طاغية ، او مقالة اشرت بها عليه ، اذن ، لا مكان للعدل هناك / بين الطمع واليأس : ها ، انك تتوق هناك الى ان يكون لك مثل ذلك النائب الذي امتطته هواجس الاثم ، رحت تصدر خطبك العصماء بحثا عن مؤيد هنا ونصير هناك ، لكنه ، وهو الخليل الخلوص استشعر نفسك الاخرى فأقصاك الى مدن السديم / بين الرحمة والغضب : كنت اجدك واعظا مبتسما تحمل سلال الوعظ على كاهلك وتمضي صوب مدن المنسيين ، لكنني كنت اسمع ذلك الزعيق الذي يملآ الدار التي تسكن ، حينما باغتك يوما كان الفزع ماثلا في عيون اطفالك
(2) :
بين العفة والتهتك : انت زاهد محافظ سيدي ، تستعمل مثاقيل الكلام ، دقيقه واجوده ، وكل ما يصب بدائرة الفضيلة ، المبادئ والسمو والخلق القويم والتربية الفاضلة السامية زادك ، والايثار والحب والبناء والعفة شرابك ، هكذا انت كما عرفك ابناؤك وطلابك ، ولكنني رأيتك بعد حمامك الشمسي على ذلك البحر الذي ازدحم ساحله بغنج اللحم البض تخرق دائرة الحياء بل تتغالى بها ، حتى ان اهل البحر راحوا يوجهون كاميراتهم على ما بان من عوراتك ! هل استكمل رصدك لأفصح عن تلك الجارة التي سافر والدها واودعها ذمتك ايها المربي الزاهد ! / بين الرهبة والجرأة : بعد قليل سيشتعل الفتيل ، هم وزعوا براميل البنزين على الجنود ، كنت اسمع دعاءك العريض بعد الصلاة ، همست بأذنك : ولكنهم سيدي اطفال لا ذنب لهم ، فهل ستنتفض من روحك المهيمنة المستبدة وتجتاز ذلك الجدار الوهمي ، وتشي الى فضيلة نفسك ، ام انك سترقب ذلك الفتيل وهو يغتصب البراءة .
(3) :
بين العفو والحقد : نعم ، اعترف من انني كنت سببا في مقتل ابنك ، ولكنني كنت موهوما ، فهناك من قّدم اليّ الدلائل والبراهين ،وجعل ابنك في دائرة الاتهام ، واليوم الزمن لك والوقت حليفك والامر بيدك وانا العاجز الذاعن الآثم فهل من سبيل الى عفو ، انا ادرك جيدا ان روحك تشبعت بالأحقاد وانت تسمع خبرا هنا وحادثة هناك ، انا اعي ان كل تلك الدلائل والبراهين كانت تضعني في دائرة المتجنين ، هي لحظة ستخلدك او تقبر اسمك / يوما دارت رحى الزمن علينا ، كان ابوك من يمسك البندقية التي احرقت حقلي ، ولكني تثبت من الامر لاترصد نارا اخرى جاءت من خلف ذلك الضباب لتشعل الحريق بيننا ، المهم انها لحظة استثنائية راهنة سببان من خلالها ما تحت الثلج بعد ان تزحف شمس آب التي لا ترحم الجليد / الغل استعمرنا جميعا ، وليس من متنفس للسماحة سوى ذلك البصيص البعيد ، اظن اننا سنحيل احقادنا الى ابنائنا الذين سيتلذذون لا محالة بمشاهد الدم ، انها حيرة يحسمها العقل .
(4) :
بين الرهبة والجرأة : كنت احسبك ذئبا كاسرا بين الذئاب ، وانا اصغي - بعدما احبس انفاسي - بكل حواسي وجوارحي ، وافتح كل خلاياي الناطقة والصماء الى خطبك الرنانة ، وقصائدك العصماء ، وانت تمطر الاسماع ، وتصب لؤلؤ الكلام عن البطولات والفتوحات والمعارك الحاسمة والانتصارات الناجزة .. وتصف اهوال الحرب وويلاتها .. لكنني ذات طقس كنت اهم الى اقرب مشفى وانت مغمى عليك فاقدا للوعي ، ولا انس ان همس بي الحكيم قائلا : صاحبكم لا يطيق رؤية الدم / لكن ذلك الاحمق الذي كنا نتخذه محطة لسخرنا ، ومدعاة لنكاتنا ، بعد ان داهمتنا زمر الذئاب وهربنا الى ذلك الحصن الحصين ، كان احد الرفاق مضرجا بدمه ، يحول دوننا والذئاب ، فلم يجرؤ اي منا ان يجود بنفسه ، او حتى ينقذه ، لكن نكتتنا تلك انسل ليسحب رفيقنا غير عابئ بنار او رصاص ، فكسر صورة المكابرة التي رسمناها على ماء جباهنا .
(5) :
بين الحلم والسفه : قد تفقد ما تبقى من اطلالك ، ما انحسر من زمام نفسك ، لتنشب اظفارك في رقبته ، وكيف لا وانت تمتلك الحق في الرد بحجة انه شتمك او استهان بوجودك ، بصق بوجهك ، ولم يبال بك .. لكنك ندمت عندما ايقنت ان ذاته المهاجرة قد حلت بحلمك وغادرته لأنه لا يملكها ، لا يستحقها ! هذه لعبة (شطرنجية) لا تعبأ بالملوك والفيلة لأنها تقول البقاء للمربعات التي تحمل هؤلاء .. هي يا سيدي بعض نتائج الفوبيا التي استعمرتنا ، التي جعلتنا نتوق الى القرار ، ونحج اليه ، ولكنه يهرب بعيدا عنا / قد تركبك الحماقة ولا شيء سوى محطات من الندم المكرور ، محطات تؤشر عليك ، على جماحك وانت لا تمتلك قرارا في قيادة حصانك ، فالسفر بعيد والطريق ممتدة قفراء ، خير لك ان تحسن ادارتك مع نفسك ، وتتعامل مع مفردات الطبيعة بعيدا عن شياطينك التي تسكنك .
(6) :
ذلك السياف رفع سيفا مرتجفا
هوى به ليقتل ظله
فكبر الصدى !
بين الرحمة والغضب : الموت له ..هكذا ردد الجمهور هتافا شق حجب الساحة المكشوفة ، كان يستحق نتائج افعاله ، هو الجاني المتجني الذي سقط بين حكمنا ، سينفذ السّياف المطيع امر الموت لا محالة ، وامام الملأ الذي تتأرجح روحه بين سادية متشفية وماسوكية خانعة رفع السياف سيفه البتار عاليا ، في وقت رفعت الضحية عينا الى السيف الغاضب ، واجتمعت في عين السياف سيول التماعات ابرزها التماعات السيف وعين الضحية .. لكن التماعة عين اخرى اسكتت كل الالتماعات كانت تصدر من عين طفل يلتحف قميص ممزق يجلس القرفصاء ، وحيدا ، هناك .. السيّاف الذي غطى عينيه بكف مرتجفة اشرت بعيدا لتقول : اشهد ان لا معين لهذا الطفل سوى هذا الجاني ، فلا تعمدوا الجريمة بالجريمة .
(7) :
( ... / ان الامين على العواقب لصابر )
بين الصبر والجزع : كث اللحية ، رث الملابس ، حركاته التي يرسمها بلا هدف تؤشر على كل الجهات ، هو الواثق الزاهد المدرسة قدوة طلاب عصره ، الواعظ الحكيم المعلم العامل الذي خُبرت دربته الحياة ، فاستحق اشادة الآخرين ، ها هو الآن هائم على وجهه ، سادر في تخبطاته ، راسم تهويمات نفسه وخربشات روحه ، يجوب الفيافي والقفار اشبه بمجنون بحثا عن انيس وهمي ، لا يهمه سوى بعض هواجس ركبها وركبته ، استعمرها واستعمرته ، وكأن القطارات التي غادرته لم تترك له غير صراط ممتد خلف ذلك السراب المهاجر ، وكأن الوجوه التي تجاهلته قد التقت في وجه واحد غادره ، لكنه بقي شاخصا ماثلا بروحه المحلقة ، فنشر سيلا من ابتسامات ساذجة باردة وهو يعزي نفسه بكلمات لا يفهمها الا هو ، يا لروحه التي غادرته هي الاخرى بعدما اصابها اليأس من نفاد احلامه ، لكنه وفي شطحة ما يعود الى نفسه التي تركها في الموصل هناك في الساحل الايمن ، كان يبتسم للمعزين الذين حاولوا ان يفتتوا شيئا من وحدته ، لكنه كان يردد عبارات اعادت الرشد لكل المفجوعين به الذين سيتوق حتما الى صخبهم الذي ملأ باحة العزاء ، كانت روحه تحلق فوق رؤوس المعزين ، وهو يستحضر شريكة العمر التي غادرته قبل عام ، كان يدرك جيدا انه على موعد طويل مع الصدى .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
(1) :
بين الايمان والكفر : يتسع ذلك الفضاء المغري ليجعلك محافظا منسلخا زاهدا مفضوحا باحثا عن حقيقة نفسك التي لم تجدها / بين العدل والجور : هنا تكون او لا تكون ، فلربما كنت منصفا مع نفسك والآخر ، وانشطرت نفسك لتجدها تصفق يوما الى ذلك الحاكم الجائر ، ، لا بأس بقصيدة مدحت بها طاغية ، او مقالة اشرت بها عليه ، اذن ، لا مكان للعدل هناك / بين الطمع واليأس : ها ، انك تتوق هناك الى ان يكون لك مثل ذلك النائب الذي امتطته هواجس الاثم ، رحت تصدر خطبك العصماء بحثا عن مؤيد هنا ونصير هناك ، لكنه ، وهو الخليل الخلوص استشعر نفسك الاخرى فأقصاك الى مدن السديم / بين الرحمة والغضب : كنت اجدك واعظا مبتسما تحمل سلال الوعظ على كاهلك وتمضي صوب مدن المنسيين ، لكنني كنت اسمع ذلك الزعيق الذي يملآ الدار التي تسكن ، حينما باغتك يوما كان الفزع ماثلا في عيون اطفالك
(2) :
بين العفة والتهتك : انت زاهد محافظ سيدي ، تستعمل مثاقيل الكلام ، دقيقه واجوده ، وكل ما يصب بدائرة الفضيلة ، المبادئ والسمو والخلق القويم والتربية الفاضلة السامية زادك ، والايثار والحب والبناء والعفة شرابك ، هكذا انت كما عرفك ابناؤك وطلابك ، ولكنني رأيتك بعد حمامك الشمسي على ذلك البحر الذي ازدحم ساحله بغنج اللحم البض تخرق دائرة الحياء بل تتغالى بها ، حتى ان اهل البحر راحوا يوجهون كاميراتهم على ما بان من عوراتك ! هل استكمل رصدك لأفصح عن تلك الجارة التي سافر والدها واودعها ذمتك ايها المربي الزاهد ! / بين الرهبة والجرأة : بعد قليل سيشتعل الفتيل ، هم وزعوا براميل البنزين على الجنود ، كنت اسمع دعاءك العريض بعد الصلاة ، همست بأذنك : ولكنهم سيدي اطفال لا ذنب لهم ، فهل ستنتفض من روحك المهيمنة المستبدة وتجتاز ذلك الجدار الوهمي ، وتشي الى فضيلة نفسك ، ام انك سترقب ذلك الفتيل وهو يغتصب البراءة .
(3) :
بين العفو والحقد : نعم ، اعترف من انني كنت سببا في مقتل ابنك ، ولكنني كنت موهوما ، فهناك من قّدم اليّ الدلائل والبراهين ،وجعل ابنك في دائرة الاتهام ، واليوم الزمن لك والوقت حليفك والامر بيدك وانا العاجز الذاعن الآثم فهل من سبيل الى عفو ، انا ادرك جيدا ان روحك تشبعت بالأحقاد وانت تسمع خبرا هنا وحادثة هناك ، انا اعي ان كل تلك الدلائل والبراهين كانت تضعني في دائرة المتجنين ، هي لحظة ستخلدك او تقبر اسمك / يوما دارت رحى الزمن علينا ، كان ابوك من يمسك البندقية التي احرقت حقلي ، ولكني تثبت من الامر لاترصد نارا اخرى جاءت من خلف ذلك الضباب لتشعل الحريق بيننا ، المهم انها لحظة استثنائية راهنة سببان من خلالها ما تحت الثلج بعد ان تزحف شمس آب التي لا ترحم الجليد / الغل استعمرنا جميعا ، وليس من متنفس للسماحة سوى ذلك البصيص البعيد ، اظن اننا سنحيل احقادنا الى ابنائنا الذين سيتلذذون لا محالة بمشاهد الدم ، انها حيرة يحسمها العقل .
(4) :
بين الرهبة والجرأة : كنت احسبك ذئبا كاسرا بين الذئاب ، وانا اصغي - بعدما احبس انفاسي - بكل حواسي وجوارحي ، وافتح كل خلاياي الناطقة والصماء الى خطبك الرنانة ، وقصائدك العصماء ، وانت تمطر الاسماع ، وتصب لؤلؤ الكلام عن البطولات والفتوحات والمعارك الحاسمة والانتصارات الناجزة .. وتصف اهوال الحرب وويلاتها .. لكنني ذات طقس كنت اهم الى اقرب مشفى وانت مغمى عليك فاقدا للوعي ، ولا انس ان همس بي الحكيم قائلا : صاحبكم لا يطيق رؤية الدم / لكن ذلك الاحمق الذي كنا نتخذه محطة لسخرنا ، ومدعاة لنكاتنا ، بعد ان داهمتنا زمر الذئاب وهربنا الى ذلك الحصن الحصين ، كان احد الرفاق مضرجا بدمه ، يحول دوننا والذئاب ، فلم يجرؤ اي منا ان يجود بنفسه ، او حتى ينقذه ، لكن نكتتنا تلك انسل ليسحب رفيقنا غير عابئ بنار او رصاص ، فكسر صورة المكابرة التي رسمناها على ماء جباهنا .
(5) :
بين الحلم والسفه : قد تفقد ما تبقى من اطلالك ، ما انحسر من زمام نفسك ، لتنشب اظفارك في رقبته ، وكيف لا وانت تمتلك الحق في الرد بحجة انه شتمك او استهان بوجودك ، بصق بوجهك ، ولم يبال بك .. لكنك ندمت عندما ايقنت ان ذاته المهاجرة قد حلت بحلمك وغادرته لأنه لا يملكها ، لا يستحقها ! هذه لعبة (شطرنجية) لا تعبأ بالملوك والفيلة لأنها تقول البقاء للمربعات التي تحمل هؤلاء .. هي يا سيدي بعض نتائج الفوبيا التي استعمرتنا ، التي جعلتنا نتوق الى القرار ، ونحج اليه ، ولكنه يهرب بعيدا عنا / قد تركبك الحماقة ولا شيء سوى محطات من الندم المكرور ، محطات تؤشر عليك ، على جماحك وانت لا تمتلك قرارا في قيادة حصانك ، فالسفر بعيد والطريق ممتدة قفراء ، خير لك ان تحسن ادارتك مع نفسك ، وتتعامل مع مفردات الطبيعة بعيدا عن شياطينك التي تسكنك .
(6) :
ذلك السياف رفع سيفا مرتجفا
هوى به ليقتل ظله
فكبر الصدى !
بين الرحمة والغضب : الموت له ..هكذا ردد الجمهور هتافا شق حجب الساحة المكشوفة ، كان يستحق نتائج افعاله ، هو الجاني المتجني الذي سقط بين حكمنا ، سينفذ السّياف المطيع امر الموت لا محالة ، وامام الملأ الذي تتأرجح روحه بين سادية متشفية وماسوكية خانعة رفع السياف سيفه البتار عاليا ، في وقت رفعت الضحية عينا الى السيف الغاضب ، واجتمعت في عين السياف سيول التماعات ابرزها التماعات السيف وعين الضحية .. لكن التماعة عين اخرى اسكتت كل الالتماعات كانت تصدر من عين طفل يلتحف قميص ممزق يجلس القرفصاء ، وحيدا ، هناك .. السيّاف الذي غطى عينيه بكف مرتجفة اشرت بعيدا لتقول : اشهد ان لا معين لهذا الطفل سوى هذا الجاني ، فلا تعمدوا الجريمة بالجريمة .
(7) :
( ... / ان الامين على العواقب لصابر )
بين الصبر والجزع : كث اللحية ، رث الملابس ، حركاته التي يرسمها بلا هدف تؤشر على كل الجهات ، هو الواثق الزاهد المدرسة قدوة طلاب عصره ، الواعظ الحكيم المعلم العامل الذي خُبرت دربته الحياة ، فاستحق اشادة الآخرين ، ها هو الآن هائم على وجهه ، سادر في تخبطاته ، راسم تهويمات نفسه وخربشات روحه ، يجوب الفيافي والقفار اشبه بمجنون بحثا عن انيس وهمي ، لا يهمه سوى بعض هواجس ركبها وركبته ، استعمرها واستعمرته ، وكأن القطارات التي غادرته لم تترك له غير صراط ممتد خلف ذلك السراب المهاجر ، وكأن الوجوه التي تجاهلته قد التقت في وجه واحد غادره ، لكنه بقي شاخصا ماثلا بروحه المحلقة ، فنشر سيلا من ابتسامات ساذجة باردة وهو يعزي نفسه بكلمات لا يفهمها الا هو ، يا لروحه التي غادرته هي الاخرى بعدما اصابها اليأس من نفاد احلامه ، لكنه وفي شطحة ما يعود الى نفسه التي تركها في الموصل هناك في الساحل الايمن ، كان يبتسم للمعزين الذين حاولوا ان يفتتوا شيئا من وحدته ، لكنه كان يردد عبارات اعادت الرشد لكل المفجوعين به الذين سيتوق حتما الى صخبهم الذي ملأ باحة العزاء ، كانت روحه تحلق فوق رؤوس المعزين ، وهو يستحضر شريكة العمر التي غادرته قبل عام ، كان يدرك جيدا انه على موعد طويل مع الصدى .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat