نزهة ثقافية في جنائن التفسير
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

(رَهْوًا):
قال تعالى: «وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ»[الدخان/24]، موسى(عليه السلام) ترك البحر رهوا، أي طرقا على حاله، ودخل فرعون وقومه البحر، فلما دخل آخر قوم آل فرعون، وجاز آخرهم، انطبق البحر على فرعون وقومه، فأغرقوا، وقيل تعني طريق سهلة، وقيل: جاءت الخيل رهوا أي متابعة، وقيل أيضا: تعني كثيرة، وقال الفيض الكاشاني(قدس سره): تعني مفتوحا ذا فجوة واسعة أو ساكنا على هيئته.
(الأحقاف):
قال تعالى: «وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ»[الأحقاف/21]، هي رمال مشرفة على البحر بالشجر من اليمن، وقالوا: الأحقاف أرض خلالها رمال، وقيل: هو جبل بالشام يسمّى حقف، والحقف الرمل بهيئة الحقف.
(الْغَاشِيَةِ):
قال تعالى: «هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ»[الغاشية/1]، أي الداهية التي تعتني الناس بفرائدها، ويعني يوم القيامة: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ»[الغاشية/2]، أي: ذليلة، وقيل: انها القيامة التي تغشي الناس بأهوالها، وقيل تعني الغطاء والستار، ويقال للثوب الكبير الذي يغطي سرج الجواد ومعناه هنا البلاء والجزاء الذي يناله المفسدون.
(الطُّور):
قال تعالى: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ...»[البقرة/63]، قيل: انه اسم جبل، وقيل انها ارض الطور أي المطهرة طهرت من الشرك، وقيل: الطور هو جبل اقتلعه الله فرفعه فوقهم، وقيل هو الطر الإلهي به يظهر سرّ الكمال، ومن لا يكشف له الطور لم يعرف سرّ بطون القرآن التي ذكرها رسول الله.
(صِنْوَانٌ):
قال تعالى: «وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ...»[الرعد/4]، جاء في كتاب تفسير الأصفى للفيض الكاشاني(قدس الله سره): الصنوان هو النخل الذي من نوع واحد، وغير الصنوان هو من أنواع مختلفة وأصول مختلفة.
كانوا العرب يقولون: «إن عمّ الرجل صنو ابيه» يسقى بماء واحد، «وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ»، وهناك الأرض الطيبة، مجاورة لهذه الأرض المالحة، كما يجاور القوم قوم يواسونهم، يقول النبي(ص): «النّاس من شجر شتى وأنا وأنت يا علي من شجرة واحدة».
يرى مكارم الشيرازي صنوان بمعنى، الغصن الخارج من أصل الشجرة، ويمكن أن يكون كل واحد من هذه الأغصان نوعا خاصا من الثمر، وهذه تشير الى قابليه الأشجار للتركيب، وأحيانا يتم تركيب عدة أغصان مختلفة على ساق واحدة، وبعد النمو تعطي كل واحدة من هذه التراكيب نوعا خاصا من الثمر. التربة واحدة والساق واحدة والجذر واحد، لكن الثمر مختلف، حتى تجدها احيانا أنها من نفس الصنف، ولكن لها طعم والوان مختلفة.
(مُعَقِّبَاتٌ):
قال تعالى: «لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ...»[الرعد/11]، الشيخ الطوسي(قدس الله سره) يفسر العقبة بالسير، له معقبات: المعقبات في هذا الموضع هم الملائكة، شيء خلف شيء، ملائكة الليل تعقب ملائكة النهار، فلولا حفظ الله تعالى بهذه الوسائط التي سماها حافظين، ومعقبات، وشمل الانسان الفناء من جهاته، وأسرع اليه الهلاك.
(الزَّبَدُ):
قال تعالى: «فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ»[الرعد/17]، الزبد الذي يعلو الماء يذهب، والذهب والفضة والحديد يمكث في الارض، (المكث) يعني مرور الزمان، ومن أصابه الزبد (الوغف) لم ينتفع.
ويرى (مكارم الشيرازي) أن الزبد الطافي على سطح الماء مثل رغوة الصابون من بين أمواج الماء، وظهور الزبد ليس فقط من في الماء، فهو في الفلزات أيضا، أما الزبد فيذهب جفاء، أي يذهب ويصبح باطلا من لا شيء.
(مَتَابِ):
قال تعالى: «قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ»[الرعد/30]، التوبة: اي الندم على ما سلف، بيّنَ لنا الشيخ مكارم الشيرازي، في كتابه التفسير الأمثل، إن الآية نزلت في صلح الحديبية، في السنة السادسة للهجرة، عندما أرادوا كتابة معاهدة الصلح، قال النبي(ص) للإمام علي(عليه السلام): اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، قال سهيل: لا نعرف الرحمن، وانما هناك رحمن واحد في اليمامة، ويقصد مسيلمة الكذاب. اكتب: باسمك اللهم، وهذا ما اتفق عليه محمد بن عبد الله، قرب صحابة الرسول(ص)، وقالوا: دعنا نقاتل هؤلاء المشركين، ولكن رسول الله قال: اكتب كما يشاؤون، نزلت هذه الآية توبخ هؤلاء المشركين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat