دعاء الامام علي زين العابدين عليه الاسلام في رجب واقتباساته من القرآن الكريم
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

الدعاء هو حلقة الوصل بين العبد وربه. وهنالك اماكن مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة وأوقات مثل رمضان يستجاب فيها الدعاء. ورجب من الأشهر الحرم التي يستجاب فيها الدعاء وتكثر فيها الصلوات والصيام والعمرة الى بيت الله الحرام. والإمام علي بن الحسين عليه السلام كان كثير الدعاء والعبادة والسجود، لهذا من ألقابه زين العابدين والسجاد.
روى أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام دعا في غرة رجب وقال (يامَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتِيدٌ، اللّهُمَّ وَمَواعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَأَيادِيكَ الفاضِلَةُ وَرَحْمَتُكَ الواسِعَةُ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ حَوائِجِي لِلْدُنْيا وَالآخرةِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ قَدِير).
فعن قول الامام السجاد عليه السلام (يامَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ) و (لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ) و (فَأَسْأَلُكَ)، قال الله تعالى عن إجابة السائلين "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي" ﴿البقرة 186﴾، و "وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ " (النساء 32). فلا تسأل حاجتك من أحد اسألها من مالك المسألة وهو الله جل جلاله "يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي" (هود 51). فالله تعالى هو من يعطي من سأله "قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ" (طه 36)، وهو سبحانه صاحب الخراج "أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" (المؤمنون 72). والإمام السجاد عليه السلام في دعائه في أيام رجب يشير إلى سؤال الانبياء لله رب العالمين لطلب الأجر "وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الشعراء 109) (الشعراء 127) (الشعراء 145).
والله تعالى مالك الأشياء والحوائج كما دعا الإمام علي بن الحسين عليه السلام الملقب بزين العابدين (يامَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ)، قال الله سبحانه "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ" (ال عمران 26) بل يملك السماوات والأرض "أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" (البقرة 107)، ويعطيه لمن يشاء من عباده "تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ" (ال عمران 26).
والامام السجاد عليه السلام يقول "وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ". فالله تعالى هو القائل بأنه يعلم الاسرار "أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ" (البقرة 77) (النحل 23) و "أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ" (التوبة 78) و "وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ" (النحل 19) و "وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ" (محمد 26). و يعلم ما في النفوس "وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ" (البقرة 235) و "يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ" (الرعد 42)، و ما في القلوب "أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ" (النساء 63)، و ما تكتمون "وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ" (المائدة 99)، وما في الصدور "إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" (هود 5) و"وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ" (القصص 69) و "يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " (غافر 19)، وما في الخفاء "إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ" (الأعلى 7). و يعلم سبحانه وتعالى عن الجنين في بطن امه "اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ" (الرعد 8). بل الله تعالى يعلم ما في السماوات والأرض "قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" (الانبياء 4) و "قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" (الفرقان 6) و "وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ" (الحجرات 16) و "إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " (الحجرات 18) و "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ" (المجادلة 7) و "يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" (التغابن 4).
يقول الامام زين العابدين عليه السلام في غرة رجب في مناجاته لله عز وجل (لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتِيدٌ). والله هو السميع وهو من اسماء الله الحسنى حيث ربط الامام السجاد عليه السلام علم الله بسمعه في هذا الدعاء حيث ذكر الله انه السميع العليم في عدد من الايات الشريفة "السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (البقرة 127) (البقرة 137) (ال عمران 35) (المائدة 76) (الانعام 13) (الانعام 115) (الانفال 61) (يونس 65) (يوسف 34) (الشعراء 220) (العنكبوت 5) (العنكبوت 60) (فصلت 36) (الدخان 6).
وقوله عليه السلام (اللّهُمَّ وَمَواعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَأَيادِيكَ الفاضِلَةُ وَرَحْمَتُكَ الواسِعَةُ) فمن اي يد يطلب الإنسان من يد خالقه العليا فهي فوق الايدي " يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ" (الحج 10). ويده سبحانه كلها خير كما جاء في الدعاء القرآني "بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (ال عمران 26). ونأخذ الفضل من يده عز وجل "قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (ال عمران 73). ومن يديه تعالى يأتي الرزق "بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ" (المائدة 64). ومن يديه سبحانه وتعالى تأتي الرحمة "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ" (الأعراف 57). فهو عز وجل بيده كل شئ "قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ" (المؤمنون 88). والله تعالى يدخل من يشاء برحمته "لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ" (الفتح 25) و "يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ" (الانسان 31) و "َاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ" (البقرة 105) (ال عمران 74). ان الله هو "الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ" (الفاتحة 1) (الفاتحة 33) (البقرة 163) (النمل 30) (فصلت 2) (الحشر 22).
يقول الامام علي السجاد عليه السلام (فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ حَوائِجِي لِلْدُنْيا وَالآخرةِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ قَدِير). والله تعالى يقول في محكم كتابه العزيز "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (الأحزاب 56). وفي الدعاء القرآني "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً" (البقرة 201) و "أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" (يوسف 101). و "إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة 20) (البقرة 106) (البقرة 109) (البقرة 148) (البقرة 259) (ال عمران 165) (النحل 77) (النور 45) (فاطر 1).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat