حسناً .. انت الآن اتقنت اللعبة تقريبا ، اذن ما عليك الى ان تنسى ايامك النحسات ، ومشاهد الافلاس ، والحيرة الهزيمة المتجددة فيك .. لا بأس ان تطلق ثورتك الجديدة لتقول : سحقا لأيام النحس تلك . تذكر واستحضر انك كازنوفا زمانك ، بل قل دونجوانه .. نعم انت ، انت ، لا احد غيرك . بعض نصائح تذكرها بقوة ايها اللاعب الاحتياطي الذي ملّ الانتظار ولم يجد عليه مدرب ما ان يمسك الكرة ولو لمرة واحدة ، الامر الذي جعل الجمهور يطلق بحقك عبارات ساخرة في الهواء الطلق . حتى انني اتذكر نكتتك المضحكة جدا والتي تجعل قفاي يلامس الارض ، نكتتك التي تقول : عندما دخلت غرفة الاشعة قال لي الطبيب : عجيب انني ابصر خيطا ابيض على مؤخرتك ! حينها ابتسمت انت وقلت على الفور : لا بأس دكتور فذاك اثر الكلس الذي تسور به ملاعب كرة القدم . اظن ان ملاعب كرة القدم الشعبية في زمانكم كانت تحدد بما يعرف ب(البورك ) او الكلس الابيض وان اللاعبين الاحتياط كانوا يجلسون على هذا الخط الابيض .. نعم تلك النكتة تضحكني جدا عندما اتذكرها .
اما الآن فانت ابن زمانك ، صحيح ان لجنة فحص النصوص جعلتك تتحسر على اعتلاء المنصة لسنوات ، هاجسك القديم ، حتى انني اتذكر نكتتك الثانية التي تضحكني حد البكاء ايها اللويذعي العريق ، نعم اتذكرها : انك كنت تقبل المنصة مثلما رجل يقبل منبرا في جامع ، اتذكر ذلك المشهد الدراماتيكي الحاذق . لكنك الآن انتفضت لنفسك وكسرت اطواق الرتابة ، وفتقت شرانق الخجل ، ونحيت مكامن الدهشة ، لتصبح اللاعب الاوحد وقلب الهجوم بفضل تسريحة شعرك المنسدلة على عنقك ، وقاعدة المعجبين من انصاف المتعلمين واقزام الثقافة ، واربطة العنق التي زاحمت كل اطياف اللون .. احسنت الآن انت في المكان الصحيح . اقول ذلك وانا ارى اشارات الآخرين من المعجبين (الدمج) والمعجبات الرخيصات اللواتي اراهن في كل محفل وهن يتحلقن حول وجودك الزاحف .
لكنني و(بفضول) وجهت ذات يوم بوصلتي على استحياء على غرفتك الشخصية ، فلم اجد انك اجهدت نفسك بقراءة كتاب ولو لنصف ساعة ، وانت منهمك في بعض كتب ترتمي على سريرك تدون منها ما يشفع لنص ملفق ، او قطعة متخبطة ، او قصيدة فضائية تنتظر دورها في ذلك الطابور البعيد .. مسكين انت ! ما الذي يفعله الشعور بمركب النقص بك ، انتبه لنفسك ، فلعله مستهل البلادة ، او قل انها شطحات الغلو التي ستفضي بك الى حالة من الجنون !
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat