السلطان أوردوغان....وأبناء العلقمي الجدد
منذر الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وعادت حليمة لعادتها القديمة !
يطالعنا السلطان أوردوغان ومنذ فترة بإطلالاته السلطانية البهية التي تحمل في ثناياها كل امارات العنجهية التركية والغلاظة الإنكشارية والطائفية العثمانية المقيتة، لدرجة أنه يجعل الواقفين الى جانبه أصفارا اذلاء خانعين لا قيمة لهم، ولا شك ان من شاهد النجيفي ومن بعده البرزاني فالهاشمي وهم يقفون بين يديه اذلاء صغار متضائلين يدرك طبيعة الهيبة السلطانية الفارغة لهذا الضبع الانتهازي الغدار. ولكن لماذا تحول هذا الكلب الأليف الى ذئب كاسر بين ليلة وضحاها واخذ يكيل التهديد تلو التهديد الى العراق، ويكشر عن انيابه بكل عدوانية حاقدة لم تألفها اصول التعامل بين الدول ولا الأعراف الدبلوماسية ولا لياقة أبناء الشوارع، ناهيك عن رجالات السياسة؟
لقد أفصح عن ميوله الطائفية المقيتة التي طالما حاول التستر عليها خوفا من العلمانية التركية، ولا سيما بعد أن وجد ايران في ظرف دقيق لا تحسد عليه، وكذلك رأى معاول العربان وخناجر غدرهم تنغرس في الجسد السوري وفي كل جسد لا يوافقهم في مهادنة اسرائيل والسير وفق اوامرها، بل وربما بناء المستعمرات للأشقاء الصهاينة فيها كما فعل عراب العربان الجديد أمير مشيخة قطر.
الإجابة عن هذا السؤال، حسب رأيي، تتلخص في امور ثلاثة:
1. بعد رحيل القوات الأميركية من العراق خلا الجو للقبُرة العثمانية ان تبيض وتصفر وتُنَقر ما شاءت ان تنقر، لاسيما أنها وجدت الوضع مواتيا والامور مستوسقة والعراق ضعيف ومفكك ويمر بفترة نقاهة لايعلم أمدها الا الله. لقد أدرك هذا الجلف بانتهازيته الفطرية أن الوقت مناسب للطَرْق، فلم لا يجرب حظه ويجبر كسره الذي ألحقته به الإهانة الفرنسية ويوفر لحكومته غطاءً نفسيا سقط عنها، ويخرج من أزماته الداخلية الى أفق أرحب؟
2. لم تكن تحركات أوردوغان وليدة ساعتها كما قد تبدو لأول وهلة، بل أن جذورها نبتت منذ بدأت أوراق التوت تتساقط عن عورات أبناء العلقمي الجدد، الذين اجادوا الدور الذي طالما عيروا به خصومهم (من غير خصومة) من أبناء وطنهم. لقد رأى بعينه وسمع باذنه بكاء عدنان الدليمي وعويله على عاصمة الرشيد وأبي حنيفة والكيلاني في اسطنبول، وكأنه وريثهم الشرعي لوحده وباقي الناس كلهم فرس ومجوس يستحقون الذبح. ولا شك أنه قرأ رسالة الثلاثي الوطني جدا علاوي وأخويه العيساوي والنجيفي الى أخيهم بالعروبة باراك أوباما، ليستنقذهم من الإقصاء والتهميش ضمن الديموقراطية الجديدة. وقد رأى أيضا التذلل الرخيص الذي تزلف به نائب رئيس جمهورية العراق قبيل اتهامه بالإرهاب، إذ أكد لأوردوغان بأنه من أصل تركي وأن جده كان ضابطا إنكشاريا في جيوش السلطان، وما خفي كان أعظم. فما الذي يمنع أوردوغان من أن يدس أنفه وهو يرى الإيرانيين يصولون ويجولون ويحصدون المكاسب السياسية والإقتصادية من تغلغلهم في العراق؟
3. أما الأمر الثالث فهو موقف الاخوة الأعداء في نهش العراق من كل جانب، وكل هؤلاء يزينون لأوردوغان وغيره التدخل في شؤون العراق لغاية في نفوسهم لأنهم يريدون أن يهزموا إيران فوق أرض العراق، ولاسيما باستعداء رفيقهم في نادي اصدقاء اسرائيل سليل الباب العالي، وصاحب افضل دار دعارة في المنطقة بديلة عن سوريا ولبنان ورخيصة الثمن ومريحة في كل المعايير. انهم يبحثون عن صدام جديد يحارب نيابة عنهم ويحرر لهم الجزر الثلاث خاصة بعد زيارة نجاد الأخيرة لجزيرة ابي موسى التي تمثل أقرب ثغوره من جهة مشيخات الخليج. أوليس أردوغان المرشح المثالي لذلك؟
الأدهى من هذا أن تسمع الأصوات النشاز التي تدافع عن تصريحات الأتراك وتخفف من حدتها وتشرعنها من أروقة الكتل السياسية، واعضاء البرلمان، كما لو ان الشعب انتخبهم ليصبحوا عملاء لهذا وذاك بدلا من الدفاع عنه، كما فعل حسن العلوي وغيره من اصحاب الاجور الواطئة الذين استنكروا رد الحكومة الماحق واتهموها بالكيل بمكيالين بدلا من الشد على ايديها، وإن أختلفوا معها حول حصتهم من الغنيمة. واليوم يحاول علاوي وأخويه في العمالة برزاني والهاشمي شق صفوف الشعب وتسليم العراق فريسة سهلة لأردوغان وأذنابه من العرب العاربة، بل وتسليم ناخبيهم في العراقية الى عدوهم اللدود الذي سالت على يديه دماء العراقيين أنهارا في فتنة لا تبقي ولا تذر لولا جهود العقلاء وأبناء الوطن المخلصين.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
منذر الهادي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat