الوفاء في القرآن الكريم
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الوفاء له ارتباط بالعهود والمواثيق والعقود "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ" (المائدة 1) وهي من شروط الايمان بالله. والوفاء مطلوب من اي انسان وفي اي وقت. وذكر الوفاء بالعهد اكثر من 20 مرة في القرآن الكريم. ومن سمات الانبياء الوفاء فهذا ابراهيم عليه السلام "وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى" (النجم 37) وذاك ابنه اسماعيل عليه السلام "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ" (مريم 54) والوفي هو الصادق. وطلب الله تعالى من رسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم بتبليغ الرسالة "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ" (المائدة 67) و ان لم تفعل اي عليك ان توفي بتليغ الرسالة والا فما بلغت رسالته.

والوفاء احد انواع الشكر كما جاء في الحديث الشريف (افلا اكون عبدا شكورا). وكان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وفيا مع زوجاته حتى بعد وفاتهن وهو القائل (اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةٍ؛ فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةَ خَدِيجَةَ، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَيْتِ فُلَانَةٍ؛ فَإِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خَدِيجَةَ).

فبعد توثيق وتوكيد العهود عليك بالوفاء والالتزام بها "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا" (النحل 91) فالوفاء بعهد وكفالة الله وعباده الشاهدين. والوفاء بالعهد رعايته "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" (المؤمنون 8) اي مراجعته بين فترة واخرى حتى يعلم المتعاقدون انهم لم يخرجوا عنه ولانه مسؤولية "وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" (البقرة 177) والوفاء من صفات المتقين.

ونقض العهود عكس الوفاء بها "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا" (النحل 91) ونقض العهود كالفساد في الارض "وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد 25) وناقضوا العهود ملعونون. ونقض العهود من صفات غير المؤمنين "إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ" (الانفال 55-56).
 

الموضوع السابق هل يكون ما حدث عبرة لقيادة النهضة؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat