الطواف بين المظهر والجوهر ( 3 )
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري

من مجموع هذه الروايات الثلاث يستفاد الى نزول ادم (عليه السلام) كان على مرحلتين المرحلة الاولى هي مرحلة النزول الى السماء الدنيا كما دلت عليه الرواية التي تحدثت عن الضراح وان الله تعالى امر ادم (عليه السلام) ان يرم البيت بازاء الضراح، والنزول الثاني كان الى الارض، وان البيت الحرام كان كالدرة المضيئة على الارض قبل ان يخلق الله تعالى الارض وقبل نزول ادم (عليه السلام) اليها وان الله تعالى اطلع ادم (عليه السلام) على الارض واخبره انها كلها له، ثم ان الله تعالى رفع البيت الى السماء كما هي دلالة الرواية الشريفة التي تقول (البيت درة بيضاء فرفعه الله عز وجل إلى السماء وبقي أسه وهو بحيال هذا البيت) وان الاس هو قواعد البيت التي امر الله تعالى النبي ابراهيم وولده اسماعيل (عليهما السلام) ان يرفعا بناء البيت انطلاقا منها.
ومن المجموع الذي نقلناه من الروايات الشريفة نجد ان الكعبة الشريفة - والتي هي من الناحية الشكلية بناء مادي – جعلت بازاء الضراح او البيت المعمور كما دلت عليه النصوص الشريفة .
وهذه الازائية مسالة مهمة سوف نقف عندها بعد الاشارة الى النصوص التي تدل على ان الكعبة المشرفة هي مركز الارض فهي البقعة التي اختارها الله تعالى لايجاد الارض، ومن تلك الروايات مارواه الشيخ الكليني قدس سره في مجموعه الكافي والتي جاء فيها:
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قال : إن الله عز وجل دحى الأرض من تحت الكعبة إلى منى ثمدحاها من منى إلى عرفات ثم دحاها من عرفات إلى منى فالأرض من عرفات وعرفات
من منى ومنى من الكعبة .
وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لما أراد الله عز وجل أن يخلق الأرض أمر الرياح فضر بن وجه الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت ، ثم جعله جبلا من زبد ثم دحى الأرض من تحته وهو قول الله عز وجل " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا "
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat