الحكم والخلافة في القرآن الكريم
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

المالك هو الحاكم يوم القيامة وهو الله تعالى "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" (الفاتحة 4) و "لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ" (غافر 16) ولا يشارك في حكمه احد. والله سبحانه يختلف عن الحكام الاخرين في الملكية والحكم " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ" (يوسف 40) و "فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ" (غافر 12) فهو له الملكية والحكم معا، بينما الانسان الحاكم في الدنيا ليس له الملكية ولا الحكم الفردي بدون مشاورة وربما المشاركة.
اما حكم الرسول هو حكم الله في الارض "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ" (النور 55). اما الحاكم المنافق الذي لا يلتزم بحكم الرسول فقد اشار اليه الحديث النبوي (آية المنافق ثلاث: اذا حدث كذب، واذا وعد اخلف، واذا اؤتمن خان) وهي النقاط الاساسية التي على الحاكم ان يبتعد عنها لكي يساير حكمه حكم الرسول.
والانسان القادر على الحكم من واجبه الاستخلاف في الارض "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة 30) والمراد بالخليفة هو الحاكم الذي يحكم بين الناس "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى" (ص 26) واحد الشروط المهمة للحاكم ان يحكم بين الناس بالحق دون التمييز حسب هوى الحاكم. والاستخلاف كفائي، اي اذا توفرت شروط الخلافة في شخص فانه يسقط على الاخرين هذا الواجب.
وبما ان الله تعالى خلق البشرية للعبادة "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات 56) فعلى الحاكم توفير الوسائل المطلوبة لمواطنيه لاداء هذه العبادة من تعليم وسكن وصحة وغيرها من المستلزمات. فبدون تعليم وجسم صحيح وسكن مريح لكي ينصرف الانسان لعبادة ربه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat