هُوَ السَعِيدُ وَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بهِ : قصيدة في رثاء السيد محمد سعيد الحكيم (قدس)
السيد حسن علي عبد الرزاق الحكيم
السيد حسن علي عبد الرزاق الحكيم
١. يَا حُجَّةَ اللهِ إِنَّي جِئْتُ مُنْكَسِراً
أَنْعَى إِلَيْكَ فَقِيْدَ العِلْمِ وَالعَمَلِ
٢. أَنْعَى إلَيْكَ فَقِِيْهاً عَالِمَاً عَمَدَاً
قَامَتْ بهِ الحَوْزَةُ الكُبْرَى بجَنْبِ عَلِيْ
٣. قَدْ عَاشَ دُنْياً لَهُ شَاءَ الطُغَاةُ بِهَا
ظُلْمَاً وَجَوْرَاً وإِيذَاءَاً إِلى الأَجَلِ
٤. مِنَ السِنِينِ ثَمَانٍ ظَلَّ مَرْجِِعُنَا
في غَيْهَبِ السِجْنِ حَيْثُ الصُبْحُ كالطَفَلِ
٥. تَعْذِيبُهُ في سِجُونٍ لَمْ يَكَنْ أَبَدَاً
يَعْنِي لَهُ إنْكِسَارَاً فَهْوَ كالرُسُلِ
٦. وكَانَ في السِجْنِ لِلأَيتَامِ خَيرَ أَبٍ
سَقَى بِطِيبِ كَلَامٍ بَذْرَةَ الأَمَلِ
٧. السِجْنُ كَانَ اخْتِبَارَاً للّذِينَ بهِ
وإِنَّ سِرَّ فَلَاحِ المُؤْمِنِينَ جَلَيْ
٨. هُوَ السَعِيدُ وَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بهِ
مِنْ كُلِّ خَطْبٍ شَدِيدٍ فَادِحٍ جَلَلِ
٩. وَبَعْدَ حَبْسٍ إِلى أَرْضِ الغَرِيِّ أَتَى
فَحَوّلَ الحَالَ مِنْ حُزْنٍ إِلى جَذَلِ
١٠. أَمْسَى الحَكِيمُ لَنَا شَمْسَاً تُنِيرُ إذَا
في حَالِكَ اللَّيلِ جَاءَتْ ظُلْمَةُ الجَهَلِ
١١. صَانَ الشَعَائِرَ صَوْنَاً لَا مَثِيْلَ لَهُ
بالحِبْرِ دَافَعَ عَنْهَا بَلْ وَبالعَمَلِ
١٢. في فَقْدِهِ المُرِّ ثَكْلَى يا شَعَائِرَنَا
صِرْتِ بمَنْ ظَلَّ يُحْييكِ بلَا مَلَلِ
١٣. قَدْ كَانَ فَيْضاً على كُلِّ الوُجُودِ بَدَا
لَمْ يَمْنَعِ الفَيْضَ ما عَانَاهُ مِن عِلَلِ
١٤. (مِصْبَاحَ مِنْهَاجِنَا)¹ قَدْ كُنْتَ يَا عَلَماً
للصَالِحِينَ يُنِيرُ الدَرْبَ وَالمِلَلِ
١٥. وَصَوْتَ (فَاجِعَةِ الطَفِّ)² التَي بَقِيَتْ
تَهَيْجُ فِيكَ وَلَمْ تَضْعُفْ وَلَمْ تَزُلِ
١٦. بـ(خَاتَمِ النَبِيّينَ)³ جَفَّ الحِبْرُ وَا أَسَفاً
على عَظِيمٍ قَضَى عُمْرَاً بلا كَسَلِ
١٧. جَازَاهُ أَحْمَدُ أَمْرَاً عَزَّ نَائِلُهُ
أَنْ صَارَ مَدْفَنُهُ فِيْ جَنْبِ خَيْرِ وَلَي
✍🏻 *المفجوع بفقدك: حسن السيد علي السيد عبد الرزاق الحكيم.*
*ليلة السبت ٣ / صفر المظفّر / ١٤٤٣ هـ*
____
¹ إشارة إلى كتاب (مصباح المنهاج) الذي هو كتاب إستدلالي في الفقه من تأليف سيّدنا الفقيد (قده).
² إشارة إلى كتاب (فاجعة الطفّ) الذي هو كتاب تحليلي لفاجعة الطف من تأليف سيّدنا الفقيد (قده).
³ إشارة إلى آخر الكتب التي ألّفها سيّدنا الفقيد (قده)، وهو كتاب (خاتم النبيّين)، ولم يمهله الأجل لرؤيته مطبوعاً.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat