الحوزة العلمية في النجف الاشرف تدحض اقدم أسطورة مسيحية .
صادق الحسناوي
بين يدي كتاب هو مبعث فخر وسعادة وسعادتي به مضاعفة لانه اول رد من المسلمين على أسطورة مسيحية عمرت طويلا ووقفت الحوزات العلمية والأزهر الشريف موقف المتفرج منها ولم تناقشها او تدحضها بأدلة علمية عقلية ونقلية من المصادر المسيحية نفسها حتى تحقق ذلك على يد البحاثة المدقق العلامة المفضال السيد وليد البعاج (دام توفيقه) وهذا مدعاة السعادة المضاعفة التي تسبب بها الكتاب كون مؤلفه أخي وصديقي السيدوليد البعاج من الحوزويين المثابرين في حوزة النجف الاشرف الكبرى منذ عرفته أواخر تسعينينيات القرن المنصرم طالبًا في (جامعة النجف الدينية ) العامرة ، ثم بدا له ان يدرس الأديان ويقارن بينها فكان له ذلك وواصل بحثه بجد ومثابرة حتى تحصل على الماجستير من جامعة القديس يوسف في بيروت ، ولست بصدد كيل المديح له وهو اقل مما يستحقه بكثير لكنني اكتفيت بالقليل لعلي أفي حق الإخوة والصداقة وأفخر بما خطه يراعه دون مجاملة او محاباة ، ومالي والمحاباة والكتاب يفرض نفسه والكاتب يضرب المستشرقين في مقتل لم يسبق اليه سابق ولم يهتد اليه باحث .
ولقد بذل المؤلف جهدًا كبيرًا وكابد مشقة بحثية لذيذة في تتبع مصادر (أسطورة بحيرا الراهب ) في المصادر العربية والسريانية التي ألحقها ايضا في نهاية الكتاب امعانا في الموضوعية ودليلًا للباحثين وقاده البحث إلى ان أسطورة بحيرا ماهي الا خبر مختلق من مختلفات وموضوعات كثيرة استغلها مبشرون ومستشرقون للطعن في نبوة سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم والتشكيك في نبوته ورسالته كما هو دأبهم ونهجهم زاعمين ان الإسلام الذي جاء به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ليس سوى (بدعة نصرانية)! كما قال ذلك (القديس يوحنا الدمشقي ) الذي الف كتابًا اسماه البدع وعد من بينها الإسلام كبدعة مسيحية !
و (القديس يوحنا الدمشقي ) هو منصور بن سرجون بن منصور الذي كان والده (سرجون ) وزيرا في البلاط الأموي ومستشارًا لمعاوية وهو من أشار على يزيد ان يولي عبيد الله بن زياد (لعنهم الله جميعًا ) على العراق ليتولى امر الحسين (عليه السلام ) ،وفيما بعد ترهب ولده وعرف باسم (يوحنا الدمشقي ) وتصدى لنقض الإسلام الحنيف وهو في بلاط الخلافة !!!
وزيادة على ماتقدم فقد نقب الباحث حتى في سجلات رسامة الكهنة والرهبان فلم يجد اي ذكر لراهب باسم (بحيرا ) الذي لازال اشهر المبشرين بالنصرانية يعتمدون على خرافة قصته ووجوده لتكذيب الإسلام والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن اشهر هؤلاء في عصرنا المبشر (القس زكريا بطرس )الذي تحدى استنادا لهذه الأسطورة ، الأزهر الشريف في مصر ان يدحضها فلم يجد ردًا اوجوابا ، زاعما ان هذه الأسطورة تكشف زيف الدين الإسلامي من اساسه ! فتفاعلت مع دعواه هذه وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المناصرة له زاعمين ان ساعة زوال الإسلام قد حانت !
ولم يفت الباحث التأكيد على ان تجاهل علماء المسلمين لمثل هذه السفاسف التي لاوزن لها ولاقيمة يشجع الجهلة على التمادي في غيهم والتفاخر بجهلهم كما في ظاهرة القس زكريا بطرس الذي اصدر مناصروه كتابا حمل عنوان (باي باي محمد )!
ولم يقف السيد عند حدود أسطورة بحيرا إنما فتح الباب لمناقشة الكثير من المختلقات والأساطير والأكاذيب التي لا اصل لها حتى بين المسلمين أنفسهم كتلك التي يزعمون انها كانت مناظرة بين علماء الإسلام انتهت بانتصار مذهب على آخر !
انه ليس كتابا جديرًا بالقراءة والاهتمام فقط ، إنما كتاب يجب ان يحظى بالاهتمام والدرس والبحث ليطلع المعاصرون على حجم الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام الحنيف كما يدركوا قيمة العلم والعلماء واهمية الحوزة العلمية في التصدي للدفاع عن الإسلام الحنيف ودفع الشبهات المتراكمة عبر التاريخ والتي ساهمت في احتلال عقول المسلمين قبل احتلال ارضهم حتى أعانوا عدوهم عليهم فانا لله وانا اليه راجعون

.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صادق الحسناوي

.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat