هذا الذي طاف البلاد مُعَلَّى
قطعَ الطريقَ لنا وثار وصلَّى
..
كبقِيَّةِ الله اغتدى
من جسمِه الدامي الذي
للسبط غيَّرَ شكلا
..
بالرأسِ مقطوعاً
يقول مهبِّرٌ
الآن أفصلُ دين أحمد فصلا
..
الرأس من فوق القنا
نادى بنا ذات الحسين
أعدت فيكم وصلا
..
هذي القنا جسدي الذي ما اخترته
أهلاً بها الجسدَ البديلَ وسهلا
..
ما دمتِ قد فرَّقتِ جوراً بيننا
إنِّي اتخذتُكِ بعد أهلي أهلا
..
فأنا تحدِّي المستحيل
مسافة وقيامةً
وحقيقة لا تبلى
..
جسدي الذي حرثته
كل سهامكم ونصولِكم
في الطفِّ يزرعُ نخلا
..
والرأس
أي والرأس فوق رماحكم
كشفَ الطريقَ لذا عليها دلاَّ
..
حتى الطريق
لمجلس ابن زيادكم ويزيد
دلَّ لها
وأفرغَ غِلاّ
..
الآن هذا الرأس قائدكم
وما قود السياطِ
بديل رأسي حلاَّ
..
فإليكَ يا رأس الحسين
أنا لقد سلَّمتُ أن تغدو
الإمام الأولى
..
وتكون خير خلاصة ثورية
كشفت لنا ثمن المسير الأغلى
..
هذا مسيرك بالأعادي
ردَّهم بهتاً ..
كأوضح ما تكونُ الثكلى
..
شاءوك تغدو من جوائز حظهم
وبقطع رأسكَ هم أرادوا المُثلى
..
ولقد أردتَ بأي حالٍ كنتها
للناس أنْ تردَ الحياة المثلى
..
يا ذا الدليل على وجود حياتنا
لولاك ما كنَّا وجودا أصلا
..
وأمام مزرعة الرؤوس فإنَّنا
نختار رأسكَ في المقام الأعلى
..
ما قد بقي رأس الحسينِ
خلاصة عن كل جارحةٍ
تؤمُّ النصلا
..
شكلُ الطفوف ومنتهى إخراجها
رأس الحسين ..
وكانَ منها أجلى
..
بل كانَ أجلى
من حقيقة أرضنا إذ كوِّرتْ
ولها يكوِّرُ فعلا
..
أجلى ارتفاعاً من سماواتٍ علتْ
بمقاس رمحٍ سقفها قد علَّا
..
لولاه سقفاً ساخَ أصلا سقفها
وغدتْ حقيقتها ترابٌ يصلى
..
وأقول يا رأس الحسين
جعلتكم في الفلسفات
ولستُ أملكُ جعلا
..
لكن رأيتُ الله يبكي بعدها
من كانَ يحفرُ وسط رأسك نعلا
..
يا رجل شمر ..
تغوصُ في أوحالها
لتعود تدهسُ كل وجهِكَ رجلا
..
لم يشربْ الوجهَ الوحول وقبلها
تقبيل أحمد لم يغادرْ قبلا
..
الوحلُ شمرُ
وكان حصرا واحلاً
ما للحسينِ الطهر ناقل وحلا
..
الرأسُ نكث الخيزران
ثنيَّة من لؤلؤٍ في فيهِ
تكشفُ ختلا
..
عجزُ المخاتلُ أن يجيءَ بذلةٍ
فلذاكَ ظنَّ النكثَ يحدث ذُلاَّ
..
يا خيزارنته ..
لرأس حسيننا هو فالقٌ
والنكثَ فعلا أملى
..
وغدا سيصعقه على كرسيِّهِ
ذاك الذي نكثَ الثنايا جهلا
..
بالنكثِ دون النكث
وسط الطشت أو فوق القنا
تبقى الجمال الأحلى
..
والقائدَ المندكَّ سبر طريقه
نحو الأمام .. وما تحسس ذيلا
..
يا ذا القرائين التي صدَّرتها
وكأنها تجتاحُ رتلا رتلا
..
لولاك نسخة طبعة منطوقةٍ
والنص منك قراءةً قد سُلاَّ
..
لم يغدُ للقرآن إلا أبكمٌ
وبكلِّ حرفٍ فيه أعمل قتلا
..
يا رأس أنت مباشرٌ مقصودنا
ومخاطبٌ ومصاحبٌ ما مُلاَّ
..
فيك الظلامة والوجاهة حينما
بعضُ الرؤوس مكانةً أن تُخلى
..
وعليكَ يبتكرُ الزمانُ رؤوسه
في كلِّ قرنٍ واحدٌ للحبلى
..
ستظلُّ من فوق القنا تعلو بها
وتظلُّ ما رفعتك .. فهي السفلى
..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat