أربعينية الامام الحسين (ع) تجسيد وتوحيد لمبادىء الاسلام
سليم صالح الربيعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سليم صالح الربيعي

تتجسد أفعال كافة المسلمين وتنصهر طقوسهم من خلال النهضة الحسينية ويتصافح الزائرين الوافدين من كل فج عميق بينهم من مختلف الدول الاسلامية اثناء تلاقيهم في زيارة الاربعين عند ضريح سيد الشهداء ابي الاحرار الامام الحسين عليه السلام يوم العشرين من صفر كل عام , حين يتوافدون الزائرين عند قبر الأمام فتتلامس بذلك الأيدي على الضريح وعلى ابواب الصحن وتصدح الحناجر بصوت واحد لبيك ياحسين وتتوحد القلوب لتتحول الى صورة تعبر عن نفسها ويستطيع المشاهد ان يصف ذلك الموقف الجميل بكل صراحة مما يحمل معاني كبيرة لمنطلق الثائرين وشاع ذلك التوحد والتجمع ليعطي مفهوم يعكس ماكان يتحدث به الحاقدون والمتأمرون لتشويه الحركة الحسينية ولايختلف الامر عندما يراى الاعلام العالمي هذه الصور المشرقة , ان نهضة الامام الحسين هي تجسيد لقيم الاسلام وبث معاني الحياة في مبادى الدين الاسلامي التي اوشكت ان تتلاشى بل تموت في عهد يزيد اللعين وانصاره الذي انحرف عن المبادى والقيم ومفهوم الاسلام الحقيقي وسنة الرسول , نحن نتطلع كل عام الى اربعينية الامام فنرى ملايين من المشاة يذهبون سيراً على الاقدام ولمسافات طويلة جداً في مختلف الظروف الجوية يحملون داخل قلوبهم الايمان بالرسالة وتلبية دعوة الامام الحسين هل من ناصر ينصرنا دعوة تحمل في طياتها اوجه ونداءات لانستطيع جمعها في مفهوم واحد , وكل عام تختلف صورة المشهد نحو الافضل وتتنوع لتدخل بها كافة الطوائف والقوميات لتشاطر المسلمين في محنتهم بالتأيد والمشاركة ولاتتقاطع مع طموحات هذه الثورة لان ثورة الأمام الحسين عليه السلام مستمرة امد الدهور من حيث المضمون والنتائج ولايمكن اختزالها لطائفة معينة فهي محاربة الطغيان ودق صروح الطواغيت بكلمات الجهاد والمقاومة الحقيقية والتي انبعثت من داخل البيت النبوي ليقودها سبط النبي ابو الاحرار ولازالت هذه الثورة هي منطلق لكل ثورات التحرر بالعالم , ان زيارة الاربعين جسدت وحدة الشعب العراقي وجعلته يشعر ان بناء العراق ومستقبله امانة في اعناق الجميع بعد ان كادت القوة الاستعمارية ان تزرع التفرقة والحقد والحرب الطائفية بين مكونات المجتمع , ومن خلال المسيرة الطويلة لهذه الجموع المليونية نراها تتوقف في مناطق كانت تحسب على انها منابع الارهاب فيجدون مواكب في منطقة اللطيفية واليوسفية ويتسابقون اهالي تلك المناطق بتقديم الخدمة واستضافة الزائرين ويجهدون انفسهم بتقديم ارقى الخدمات للزائرين , ليعودوا بالعراق الى النسيج الواحد , الجميع ايضاً يتعاملون مع زيارة الاربعين على انها من الزيارات المقدسة لتعطي صورة واضحة امام العالم ان شعب العراق هو شعب يتحدى الارهاب ولايمنعه الموت من الوصول الى نصرة الحق , كما تؤكد هذه الزيارة للعالم ان البلد يعيش تحت سقف واحد ولايمييز به المسلم من غيره ,ولو قدر للدولة ان ترعى وتوفر الخدمات الى الزائرين من مأكل وتوفير المنام لفشلت بسبب ضخامة حجم المسيرة وامتدادها لمئات الكيلومترات ولكن مشيئة الله والتعاون بين ابناء الشعب واشتراك الجميع بالخدمة المقدسة واحترام هذه الشعيرة التي تعتبر من علامة المؤمن تكللت بالنجاح دون حوداث طبيعية تذكر,رغم انها لاتخلوا من مخاطر كبيرة بقدر التحديات والمخططات الارهابية الموضوعة امام عرقلة هذه المسيرة الديمقراطية المسالمة , كان النظام السابق يتخوف من هذه الجموع السائرة ويمنعها بالقوة وراح ضحيتها الكثير من الشباب وهم يؤدونها في اخطر مرحلة عرفها التاريخ الحديث , لانها تعتبر تجمع الحق ونصرة المظلوم واستجابة لاصوات الثائرين لغرض لتحطيم عروش الكفرة والطغات واصحاب الحكم الدكتاتوري , سألت احد كبار السن وهو متوجه الى زيارة الاربعين ماهو الدافع من وراء زيارتك قال لي بالحرف الواحد( عمي اذهب حتى يبقى علم الحسين مرفوع) ويقصد هنا الرجل على ان تبقى افكار الجهاد ومبادى التي خرج من اجلها الحسين وهو رفع راية الحق الذي قتل من اجلها نريد ان يستذكرها الاجيال , لان زيارة الاربعين هي منطلق الحق الزاحف ضد حكم الباطل في كل بقاع الارض , كما يوجه العراقيين للعالم من خلال هذه المسيرة انهم اوفياء ل أمامهم الذي دفع نفسه قربان لله وهو يسير بخط الحق وهذا جزء قليل من الوفاء والاستذكار للقائد الذي علم الناس الموت بشرف اهون من الاستسلام وهيهات من الذلة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat