قمة بغداد.. نقطة البداية لدور ريادي للعراق في المنطقة
علي مجد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي مجد

دور جديد للعراق في المنطقة والعالم، بدأت ترسم ملامحه سريعاً مع ثاني قمة رفيعة المستوى تستضيفها العاصمة العراقية خلال شهرين، فبعد القمة الثلاثية التي جمعت قادة مصر والأردن بالبلد المضيف في بغداد في حزيران الماضي، انطلقت اليوم السبت (28 آب 2021) أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، أو ما عرف إعلامياً بوقت سابق باسم “قمة دول جوار العراق”.
وفود من 9 دول هي مصر وإيران والسعودية والأردن وقطر والإمارات والكويت وتركيا وفرنسا، إضافة إلى ممثلين عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، تقاطروا إلى بغداد للمشاركة في المؤتمر، والذي تسعى الحكومة العراقية من خلاله إلى التأكيد على محورية العراق في المنطقة التي تحكمها التجاذبات والخلافات، ولخلق دور جديد لبغداد يرتكز على الوساطة والمشاركة الفعالة في حل المشكلات وتقريب وجهات النظر بين الدول بما ينعكس إيجاباً على العراق وعلى هذه الدول.
خبراء ومحللون رأوا أن الجوانب الاقتصادية ومكاسبها المفترضة القائمة على خلق تكامل بين دول المنطقة وفتح بوابة الاستثمار ودخول الشركات وإعادة الإعمار، ستكون على رأس مناقشات المؤتمر، وكذلك الجوانب الأمنية، حيث من المنتظر أن يتمخض المؤتمر عن تعاون شامل في هذا المجال لأن التحديات الأمنية مشتركة، خاصة وأن عصابات داعش الإرهابية لا تشكل تهديداً للعراق فقط بل لجميع دول المنطقة.
ويأتي هذا المؤتمر في ظل إشادات منقطعة النظير بدور العراق جيشاً وشعباً في مواجهة الإرهاب ودفاعه عن المنطقة والعالم، خاصة مع استعداد الدولة العراقية لانسحاب القوات القتالية الامريكية وأخذ زمام المبادرة في مواجهة هذا التحدي، وفضلاً عن تهيؤ البلاد لانتخابات مرتقبة في تشرين الأول المقبل، واعتماد الحكومة خطة إصلاحات اقتصادية والتي رغم انها واجهت انتقادات بسبب بطء تنفيذها، إلا انها تؤشر مع ما سبق بوضوح، إلى أن العراق يرغب بالعودة كقوة إقليمية، ذات دور مؤثر في المنطقة.
وفي الواقع، ورغم أنه ما زال أمام العراق الكثير من المصاعب والمعوقات الداخلية والخارجية في سبيل استعادة دوره الريادي، إلا أن مجرد استضافته لقمة التعاون والشراكة يؤسس فعلياً لمرحلة جديدة تتماشى مع ثقله الإقليمي ووزنه الحضاري والعالمي وتتناسب مع منجزاته الإنسانية وغناه القائم على التنوع.
المصدر : شفقنا العراق
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat