صفحة الكاتب : عدنان الموسوي

في الطفِّ مَطلعُهُ
عدنان الموسوي

يا مَنْ بِبابِ ذَوي الفَضائلِ تَقرَعُ
هذا ابنُ حَيدر للفضائــلِ مَجمَعُ

أعني أبا الفَضلِ الكَريمَ نَجَابَةً
مَنْ زَانَهُ نَسَـبٌ وأَصــلٌ أرفَــعُ

عباسُ قَد حَمَــلَ الفَضائلَ كُلَّها
والفَضــلُ مِن كفَّيهِ فهوَ المَنبعُ

حَمَـلَ العَقيدةَ في نَفــاذِ بصيرةٍ
وَصَلابةٍ في الدَّينِ وَهوَ الأورَعُ

ومِن الأُولى وَرِثَ الفَصاحَةَ واغتذى
وَهـوَ الفَتَـى ذاكَ الخَطيـبُ المِصقَعُ

عَشِقَ النِّزالَ من الصِّبا وبِكفِّهِ
سيفٌ بهِ جَيشَ الضَّلالَةِ يَقمَعُ

قَمَـرٌ بـهِ الألبــــابُ أَبدَتْ حَــيرةً
في الطَّفِّ مَطلَعُهُ وَنِعـمَ المَطلَعُ

لَـمْ يُثـنــهِ عَـددُ الجُمُـــوعِ وبَغيُــها
بَلْ راحَ يَحصُـدُ بِالرُّؤوسِ ويَقطَـعُ

فَكَأنَّـــهُ الكَــرَّارُ فــي حَمَلاتِــــهِ
يومَ انبرى يَحمي الذِّمارَ ويَمنَعُ

حَتَّى إذا وَصَـــلَ الفُــراتَ وَقلبُـــهُ
كالجَمــرِ مِن حَـــرِّ الظَّمــا يَتقطَّعُ

ما همَّهُ مِنْ بَعدِ ما رَكَزَ اللِّوا
أمرٌ كحَملِ الماءِ إذْ بهِ يَرجِعُ

ثُمَّ انثنى كي يَشــربَ الماءَ الذي
مِنهُ الحُسَــينُ السِّبطُ عَدوًا يُمنَعُ

نادى ألا يا نفـسُ هُونِــي واعلمِي
ما بَعــدَ شِربِ المَـــاءِ عُــذرٌ مُقنِعُ
هذا حُسينٌ لا يَزالَ مُقاسِيًا
عَطَشًا وأنواعَ البَـلا يَتجَرَّعُ

نهضَ الكفيلُ الى الخيامِ كأنَّهُ
ضِرغامُ غابٍ للفَريسـةِ يُسرِعُ

وبعينِهِ يَرعَى ويَحرُسُ قِربةً
لروائِها حَـــرَمُ الهُدى تَتَطَلَّـعُ

واحسرتاهُ، العَينُ سَهـمٌ غالَها
لَهفـي لِكفـيِّــهِ بِغَدرٍ تُقطَـــعُ

والرأسُ مِنْ غِلِّ العَـدوِّ أصابَهُ
عَمَدٌ، فَنادى يا حُسينُ ويُسمِعُ

منِّي السَّلامُ إليكَ أبعثُ يا أخي
فأتـاهُ والأجفــانُ شَجــوًا تَدمَعُ

وَصَلَ الحُسينُ إلى الكفيلِ مُناديًا
شُلَّـتْ يمينُهُـــمُ وغـابُـــوا أجمَـــعُ

مَنعوكَ من سَقيٍ لأكبُـدِ حَرَّةٍ
قَتلُوكَ يا لَهفي وأنتَ المَفزَعُ

يا نِعمَ كهــفٍ في فؤادي قد غَــدَا
هذا المصابُ وقُضَّ مِني المَضجَعُ

قَمَـــرَ العشيرةِ يا عِمـــادي لو تَرَى
وَسطَ الحَشا هذا المُصابُ المُفجِعُ

حقًّا إذا ذابَتْ لِفقــدِكَ مُهجَتي
ولِما جَرى حُزنًا تَصبُّ الأدمُـعُ

قامَ الحُسينُ إلى الخيامِ وقد بَدا
منه انكسارٌ في القُوى وَتَضَعضُعُ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدنان الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/20


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • آهاتُ السِّبطِ على شبيهِ طه  (ثقافات)



كتابة تعليق لموضوع : في الطفِّ مَطلعُهُ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net