الرد على الشيخ الصرخي في زعمه أن الشيخ المفيد أنكر المحسن
الشيخ جعفر خادم العترة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ جعفر خادم العترة

روج الصرخي وأتباعه وهو ناقل رخيص لشبهة روجها الكثيرون قبله بأن الشيخ المفيد ينكر وجود ابن لأمير المؤمنين ( ع ) اسمه المحسن لما قاله في كتاب الإرشاد ج1 ص 355: قال «وفي الشيعة من يذكر: أن فاطمة صلوات الله وسلامه عليها أسقطت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ولداً ذكراً، كان سماه رسول الله عليه السلام محسناً، فعلى قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين عليه السلام ثمانية وعشرون»
وجوابنا على ذلك مايلي
أولا : إن هذا المتمرجع بهذا الكلام يثبت عجزه عن الفهم فضلاً عن الاستنباط ، فلفظ الشيعة أيام الشيخ المفيد في القرن الرابع الهجري كان يُطلق على الزيدية والإسماعيلية والواقفية والإمامية ، والطائفة التي عناها شيخنا المفيد (أعلى الله مقامه) بقوله (وفي الشيعة من يقول..) هي الإمامية (الشيعة الإثناعشرية)
ثم إن الشيخ المفيد قد ذكر في كتابه الاختصاص ص185 أن عمر رفسها (صلوات الله عليها) برجله وأسقط جنينها حيث قال : ( فرفسها برجله، وكانت حاملة بابن اسمه المحسن، فأسقطت المحسن من بطنها، ثم لطمها، فكأني أنظر إلى قرط في أذنيها قد نقف. ثم أخذ الكتاب فخرقه، فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة مما ضربها عمر، ثم قبضت). وقال في الاختصاص ص 344 : «إن الثاني قد ضرب الباب برجله فكسره، وأنه، رفس فاطمة برجله، فأسقطت المحسن». وقال في الاختصاص ص 244 عن أبي عبد الله في حديث جاء فيه: «وقاتل أمير المؤمنين، وقاتل فاطمة، وقاتل المحسن، وقاتل الحسن والحسين»
وقال في كتاب المقنعة ص459: «السلام عليك أيتها البتول الشهيدة الطاهرة»
وقد يقول قائل أن هنالك البعض ممن لايرى ثبوت نسبة كتاب الإختصاص للشيخ المفيد ، نقول إن نسبته له مشهورة عند القدماء وقد أخذ علماء الطائفة وأساطينها الأعلام عنه بل صرح بعضهم باعتباره وقطعوا بثبوته له ومنهم العلامة المجلسي صاحب البحار حيث روى عنه في البحار ، وقال في الفصل الأول من مقدمة كتابه تحت عنوان في بيان الأصول والكتب المأخوذ منها ما يلي(... وكتاب الإرشاد وكتاب المجالس وكتاب النصوص وكتاب الاختصاص والرسالة الكافية في إبطال توبة الخاطئة... [إلى أن قال] وشرح عقائد الصدوق كلها للشيخ الجليل المفيد محمد بن محمد بن النعمان قدس الله لطيفه ).
وفي الفصل الثاني من مقدمة البحار الذي عقده لبيان الوثوق في الكتب المذكورة واختلافها في ذلك ، قال عند تعرضه لكتب الشيخ المفيد ما يلي :
( وكتاب الارشاد أشهر من مؤلفه ( رحمه الله ) ، وكتاب المجالس وجدنا منه نسخا عتيقة والقرائن تدل على صحته ، وأما كتاب الاختصاص فهو كتاب لطيف مشتمل على أحوال أصحاب النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام وفيه أخبار غريبة ، ونقلته من نسخة عتيقة وكان مكتوبا على عنوانه : كتاب مستخرج من كتاب الاختصاص تصنيف أبي علي أحمد بن الحسين بن أحمد بن عمران ( رحمه الله ) ، ولكن كان بعد الخطبة هكذا : قال محمد بن محمد بن النعمان : حدثني أبو غالب أحمد بن محمد الزراري وجعفر بن محمد بن قولويه إلى آخر السند ، وكذا إلى آخر الكتاب يبتدئ من مشايخ الشيخ المفيد ، فالظاهر إنه من مؤلفات المفيد ( رحمه الله ) ، وسائر كتبه للاشتهار غنية عن البيان ) (البحار : ج 1 ، ص 27 . .)
وكذلك الحر العاملي صاحب الوسائل حيث خص الفائدة الرابعة من فوائد خاتمة المستدرك من كتابه وسائل الشيعة لذكر الكتب المعتمدة التي نقل منها أحاديث كتابه ، وقد عد منها كتاب الاختصاص للشيخ المفيد، أما الفائدة الخامسة فقد عقدها لبيان بعض الطرق التي يروي بها الكتب التي ذكرها في كتابه عن مؤلفيها ، وقال فيها : ( وإنما ذكرنا ذلك تيمنا وتبركا باتصال السلسلة بأصحاب العصمة عليهم السلام لا لتوقف العمل عليه لتواتر تلك الكتب وقيام القرائن على صحتها وثبوتها )، ثم شرع في ذكر طرقه إليها . وقال أيضا في مقدمة كتابه الوسائل ما يلي (... ولم أنقل فيه الأحاديث إلا من الكتب المعول عليها التي لا تعمل الشيعة إلا بها ولا ترجع إلا إليها .... [إلى أن قال] ولم اقتصر فيه على حديث الكتب الأربعة وإن كانت أشهر مما سواه بين العلماء لوجود كتب كثيرة معتمدة من مؤلفات الثقاة الاجلاء ، كلها متواترة النسبة إلى مؤلفيها لا يختلف العلماء ولا يشك الفضلاء فيها...)
راجع : وسائل الشيعة ج20 ص49 . ونفس المصدر ج1 ص3 ، الفصل الأول من مقدمة الكتاب) وفي الفصل اللاحق عد كتاب الاختصاص من جملة الكتب المعتمدة ونسبه إلى الشيخ المفيد (الوسائل ج1 ص4 و 6)
وكذلك آغا بزرك الطهراني صاحب الذريعة راجع (الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج1 ص 358 )
ثانيا : إن الشيخ الطوسي وهو تلميذ الشيخ المفيد قال في تلخيص الشافي : ج3 ص156 (ومما أنكر عليه: ضربهم لفاطمة (ع)، وقد روي: أنهم ضربوها بالسياط، والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة: أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت، فسمي السقط (محسنا) ، والرواية بذلك مشهورة عندهم) ولو كان الشيخ المفيد لا يرى ثبوت إسقاط المحسن الشهيد عليه السلام لما قال الشيخ الطوسي أن ذلك لاخلاف فيه عند الشيعة وهو أعلم الناس بحال أستاذه ، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat