ترجمة معاني القرآن الكريم عند الروس الجزء الثالث
محمد عبد علي حسين القزاز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد عبد علي حسين القزاز

كانت الطبعة الثالثة المنقحة لترجمة (نيقولاييف) قد ظهرت في كازاخستان عام (1998م). وترجمة (نيقولاييف) لمعاني بعض السور نشرت في (مجلة الخزر) ترجمة معاني "سورة النساء" في العددين (3،4) عام (1990م)، وترجمة معاني "سورة المائدة" في العددين (4،5) عام (1990م)، وترجمة معاني "سورة الأنعام" في العددين (1،5) عام 1991م. نقدها المستشرق السوفيتي (كليموفيتش) مشيراً إلى أن هذه الترجمة كانت محررة إلى حدٍ ما، وفي مواضع كثيرة بصورة غير حسنةٍ، ومع ذلك اعترف (كراتشكوفسكي) أن ترجمة معاني القرآن لـ(نيقولاييف) أغنت الناسَ عن الرجوع إلى الترجمات السابقة التي تعود إلى القرن الثامن عشر على الرغم من أنها منقولة عن الفرنسية.
في عام (1878م) ظهرت ترجمة للمستشرق الشهير(جوردي سابلوكوف). ثم بعد عام واحد من طباعتها أول مرة في مدينة(قازان) نشر كتاب (الملحقات)، وهو فهرس موضوعات القرآن للمستشرق نفسه. وفي عام (1884م) طبع كتابه (الأخبار عن القرآن)، وهو عبارة عن كتاب تشريعي، وتكررت طباعة ترجمة (سابلوكوف)، لكن الطبعة الصادرة عام (1907م) كانت قد أضافت النص العربي.
لكن كثيراً من المختصين والمستشرقين الروس قد انتقدوا منـهجَ (سابلوكوف) وترجمته لمعاني القرآن، فقد أشار المستشرق كريمسكي في كتابه (تاريخ الإسلام): إن ترجمة سابلوكوف ترجمة حرفية ميتة، ولا يمكن فهمها في كثير من المواضع؛ إلا بعد الرجوع إلى الأصل العربي، فضلاً عن أنها تحتوي على عدد كبير من الأخطاء التي لا مراء فيها.
كذلك انتقدها المستشرقان) بيلايف وجريزنيفيتش (مع مرور الزمن تظهر سلبيات هذه الترجمة لكل من يرجع إليها، فأما المستشرق المتخصص في اللغة العربية فيجد فيها أخطاء كثيرة، وأما غير المتخصص فلا يفهم أحياناً خصائص نص الترجمة المليئة بالكلمات القديمة والعبارات المبهمة، التي منعت من فهم المعنى الظاهر لها. كما وُجِدت في ترجمته كلمات خاصة تستخدم عند ترجمة التوراة والإنجيل إلى اللغة الروسية، وبسبب هذه الكلمات يكون القارئ العامي قد أخذ فكرة خاطئة عن العقيدة الإسلامية والمعنى الحقيقي لهذا الأثر، وعلى الرغم من ذلك فقد أشبعت ترجمة )سابلوكوف( لمعاني القرآن حاجة الكثيرين في المجتمع الروسي على مدى مائة عام، وعُدت من أهم المراجع عن الدين الإسلامي. واستحق صاحبها مدح كثيرين منهم )كراتشكوفسكي( بقوله) :لم يتمكن أحد في أكاديمية قازان من تأسيس منهج للاستعراب ودراسة الإسلام إلا جوردي سابلوكوف(.
كان لترجمة القرآن الكريم من اللغة العربية إلى اللغة الروسية دور حيوي هام وبارز لفَهْم وتطور مراحل العلاقات بين الجمهوريات الروسية والعالم الإسلامي.
المصادر والمراجع
1- القرآن في روسيا في كتاب "أبحاث جديدة للمستعربين السوفييت"، الكتاب الأول، موسكو 1986م .
2- بوشكن، الكسندر، المؤلفات الكاملة، بونين، موسكو، 1956م، ج2.
3- ريكول، بول،عن الترجمة، ترجمة حسين خمري، الجزائر، ط1، مطابع الدار العربية للعلوم (من منشورات الاختلاف)، 2008.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat