الدراسة الجامعية بين القيد العلمي والانفتاح العبثي
امجد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جميع دول العالم تنظر الى فئات الشباب من شعوبها على اساس انهم الفئة التي يعول عليها برسم المستقبل العلمي الرصين الذي يواكب العصر وافرازاته العلمية  في كافة المجالات0كما انهم يمثلون الركيزة الاساسية في نهوض اي بلد يبتغي التواصل مع العالم ومواكبت التطورات في عصرنة الحداثة 0ولكن من المؤسف قيام قسم لايستهان به من الطلبة الجامعيين بممارسة بعض الافعال التي لاتنسجم مع الارث العراقي المجتمعي ومنها التدخين سواء في الاقسام الداخلية او حافلات نقل الركاب او في الاماكن العامة الاخرى ومن المحزن امتداد هذه الظاهرة السلبية الى الحرم الجامعي الذي يمثل الصرح العلمي والاشعاع الفكري لبلورة واستنظاج الذهنية العلمية لطلبة الجامعات 0 فالتدخين احد اهم رفاق السوء الذي اذا ماصاحب الانسان في حياته فسيلقي به الى درك الهاوية من حيث الامراض التي ستكون العامل الرئيسي في هلاك النفس البشرية كذلك ما يسببه التدخين من حيث الضرر المادي والمعاشي الذي سيلقي بضلاله على كاهل الاسر العراقية التي هي باللاساس تعاني من فاقة الفقر وظنك العيش بسبب تراكمات الحروب العبثية 0كما ان التدخين يعتبر من العادات السيئة والمنبوذة في اغلب المجتمعات الشرقية المحافظة ،خصوصا اذا كانت تلك  الفئات من الشباب تعيش ضمن الاطار الاسري المنفق على جميع احتياجاتهم من الماكل والملبس مرورا باللوازم الدراسية والوسائل العلمية 0 ومثلمايعتبرالتدخين من الشواذ الاجتماعية في اوساط الشباب فارتداء البعض من طلبة الجامعات لازياء يطغى عليها جانب الميوعة الانثوية كذلك حلاقة الرأس بتسريحات وقصات واشكال ما انزل الله بها من سلطان والتي تبتعد تلقائيا عن الصفة الرجولية لهؤلاءالطلبة وبالتالي ستذهب عنهم الحياء السلوكي الذي يعتبر موروثا اجتماعيا في عراق يدافع بشراسةعن ذكورية تكوينه المجتمعي الذي لايمكن التخلي عنه  كذلك زي البعض من طالبات الجامعات الذي يميل الى قبحية المنظر والانزواء الى درك الابتذال والبعيد كليا عن ذوقية الاختيار وكانهن في مهرجانات لدور العرض الخاصة بمواسم الازياء او في منتجعات السهر 0فالحياة الجامعية ترتقي الى قدسية المقام من حيث العطاء العلمي والمنهجي فلابد من الابتعاد عن كل مايسيء الى هذا المنبر والصرح العلمي الذي استشرق بنور الاسلام المحمدي المنبثق من نظرية ان العلم فريظة على كل مسلم ومسلمة 0وكذلك من الطبائع السيئة الاخرى في مراحل الدراسات الجامعية تهرب الكثير من الطلبة والطالبات عن الحضور الى قاعات المحاضرات وكأنهم يطبقون فرضية  الذهاب القسري الى الجامعات أولاسقاط احد فروض الطاعة العائلية لاسرهم الذي سيرافقه تدني مستواهم العلمي مما ينتج عنه ضياع مستقبلهم وتبدد ما تبقى من آمال اسرهم التي تنتظر بفارغ الصبر 0 ومن المثير للقلق تواجد هؤلاء الطلبة في حدائق الجامعات والكليات او في صالات الكافتريا وكانهم في مهرجانات التباهي باجهزت الاتصالات (الموبايلات)من الاجيال الحديثةالتي يمتلكونها وماتحويه راماتها من خزين قد لايناسب الذوق العام او الاداب العامة 0 وان يضعوا نصب اعينهم اننا مجتمعا يتباها بثوابته المتجذرة من مكارم الاخلاق وحسن الطباع 0نتمنى من اعماق قلوبنا ان يبدي شبابنا قدرا اكبر من الاهتمام والحرص بدراستهم التي لابد ان تتوازى بذات القدر من الاهتمام بالجانب الاخلاقي الذي لايمكن ان ينفصل عن الجانب التربوي لانهما قرينين متلازمين 0 وان يدركوا ان الفشل آفة ستفتك بمستقبلهم وان عبثيات الانفتاح كالتدخين والازياء المبتذلة والتشبه بضلالة الغرب كلها من العوامل التي تفكك المجتمعات لانها تتقاطع بالاصل مع المفاهيم الانسانية المقدسة                                
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امجد الجنابي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/07



كتابة تعليق لموضوع : الدراسة الجامعية بين القيد العلمي والانفتاح العبثي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net