كل الملاحظات التي أجريت حول الأطفال حديثي الولادة أكدت أن الطفل يحلم في سنٍّ مبكرة جداً، ولكننا لا نستطيع أن نحدد أوقات الحلم لديه، ولا أن نحدّد مدّتها ومحتواها، ولكن من المستحيل تحديد بماذا يحلم الطفل الرضيع لسبب بسيط، هو أنه لا يمكننا سؤاله عن أحلامه، فعندما يستيقظ فجأة نلاحظ انه كان فعلاً يحلم، وذلك من خلال حركاته ونظراته وحالته، فهو يتصبّب عرقاً، وأحيانا أخرى يبكي أو يضحك. ولكن هل يحلم الطفل في بطن أمه؟ فقد دلّت الدراسات التي أجريت على الأجنة، وكذلك الصور، على أن هناك حياة كاملة للجنين في بطن أمه، وهناك تفاعلات مع المحيط الخارجي.
أما حياة الطفل النفسية فهي تبدأ منذ ولادته، وأيضاً قبل ولادته، وعموماً فهو يحمل شحنات عاطفية منذ اللحظة الأولى من ولادته، ولكنه يصعب عليه جداً تفجيرها، نأخذ مثلا لذلك بكاء الطفل الرضيع، فهل يمكننا أن نفسره بأن سببه هو الحزن أو الألم، لا طبعاً، فالبكاء قد يكون بسبب تفاعلات أخرى لها علاقة بحالته النفسية أو بحالته الجسمية.
وقد يتبادر إلى الذهن: لماذا ينام الطفل كثيراً؟ ولعل الجواب يكمن في أن النوم مهم لحياة الطفل الأولى، ولنموه الجسمي والذهني، فعندما ينام الطفل تنشط بعض الخلايا، وتتكون خلايا أخرى، فهو يواصل حياته الرحمية التي كان ينام فيها طول الوقت، وبالنوم يتعوّد دماغه على التأقلم مع الحياة خارج الرحم.
أما متى يتعرف الطفل إلى أمه، فكل الملاحظات تجعلنا نظن أن الرضيع يعرف أمه منذ الأسابيع الأولى، ولكن في الحقيقة لا يمكنه التعرف على شكلها، فهو لا يعرفها في هذه السنّ من بين النساء الأخريات، وإنما يتعرف عليها من خلال رائحتها، وحرارة جسمها، فقد أجريت العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع، وكانت النتيجة أن الرضيع يهدأ عندما يشمّ ثياب أمه، فقد قدمت لمجموعة أطفال موجودين في حجرة بمفردهم ثياب تعود لأمهاتهم، وقد اتضح أن الرضيع يكفّ عن البكاء عندما يوضع بجانبه ثوب أمه، بينما لا يكفّ ع
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat