الصديقةُ السيدةُ الزهراء(عليها السلام) هي الكوثرُ بنصّ القرآن الكريم الحلقة السادسة
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي

مرتضى علي الحلي – النجف الأشرف
خامسا/
لو تنزلنا جدلاً بأنّ المقصود من (الكوثر) نهر في الجنة على ما ذهب إليه أغلب المفسرين من العامة وجمهور السنة، فما الحكمة من قوله تعالى في سورة الكوثر:
(إنّ شانئك هو الأبتر)؟
يعني: إنّ مُعيِّرك ومبغضك (الحكم بن أبي العاص أو غيره) هو الذي سيكون منقطع الخير والنسب.. وفعلا لم يذكر التاريخ عقباً للأسماء التي أختلف فيها المفسرون في المقصود بشانئك: (الحكم بن أبي العاص، أو عمرو بن العاص، أو العاص بن وائل السهمي)، وما وجه مناسبة آخر السورة لصدرها؟
والحال أنّ القرآن الكريم امتاز بالحكمة والبلاغة والضبط البياني والتنظيمي.. مما أعجز المشركون عن الإتيان بآية من مثله؟
ووفقاً للملاحظات المنهجية والموضوعية أعلاه، يمكن القول وبقوة: إنّ مفهوم الكوثر لا ينطبق مصداقياً وعمليا إلاّ على ذرية النبي محمد(ص) من فاطمة(ع)، وأعني الأسباط الاثني عشر: الأئمة المعصومين(عليهم السلام)، وخاتمهم الإمام المهدي(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) والذي سيكون بحق وحقيقة كوثراً إلهياً يجمع بين النبوة والإمامة المعصومة في مهدويته السديدة، وقيامه بالعدل والحق.
فذرية النبي محمد(ص) أهل البيت المعصومين(ع) هم الخير الكثير والنعمة العظيمة والتي تستحق الشكر عليها عملياً، والقرآن الكريم دائما ما يُعبّر عن الصالحين من المعصومين بالنعمة، وهذا واضح في سورة الفاتحة:
(اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat