الأشهر الثلاثة خطوة جدية نحو التغيير 
عبد المحسن الباوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا يخفى أن المنظومة العبادية التي شرعها الدين الإسلامي الحنيف تمتاز بطابعين، الأول منها زماني، والآخر مكاني. ومما يدخل في الصنف الأول هو التسلسل الزماني لأشهر (رجب، شعبان، رمضان)، فلا يتصور أحد أن ذلك من باب الصدفة، قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) القمر: 49، كما هو صريح القرآن، وهذا الأمر يستدعي الوقوف والتأمل في الخصوصية التي امتازت بها هذه الشهور دون باقي أشهر السنة، ففي الحديث الشريف المروي عن أمير المؤمنين(ع): (رجب شهري، وشعبان شهر رسول الله، ورمضان شهر الله)، وأول نقطة تستحق الوقوف عندها هي أهمية هذا التسلسل، حيث تقدم شهر رجب الحرام هذه الأشهر، وانفراده عن باقي الأشهر الحرم، قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) التوبة: 36، وفي الحديث: (الأشهر الحرم أربعة، ثلاثة متتالية، وواحد فرد).
والذي أريد قوله باختصار أنه مما ينبغي الالتفات إليه هو استثمار نعمة إدراك هذه الأشهر، وإتباع برنامج للتغيير الحقيقي حتى نتمكن من قطف ثمار الرحمة المتدلية في هذه المدة الزمنية المهمة من السنة، حيث قال الله(جل وعلا): (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف: 56.
 فلابد أن نكون من المحسنين حتى تشملنا رحمته تعالى، وهذا الإحسان يتضمن الجانب العقائدي والسلوكي والأخلاقي، ويشمل كل مفاصل حياتنا؛ فهذه دعوة صادقة أوجهها لنفسي الآثمة أولاً ولكم –أعزائي- لإدراك ما فاتنا من تفريط وغفلة، ونخطو خطوة جدية نحو التغيير في كل شيء، حتى لا تنتهي هذه الدورة الروحية القصيرة التي منحنا إياها رب العزة تبارك وتعالى ونحن خالون الوفاض...
ولا شك أنك تتفق معي أن هذا الزمان هو أكثر الأزمنة تطلباً وموجباً للفرار إلى الله تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) الذاريات: 50 ، نبهنا الله تعالى وإياكم من نومة الغافلين، ورزقنا التوفيق لواضح الطريق.

الموضوع السابق بلاغة السيده زينب وفصاحتها

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat