صفحة الكاتب : حيدر السعيدي

الهاربون من خيمة الدولة
حيدر السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل أيام كنتً اتابع فلم ( 12 strong ) وهو يتناول فترة من فترات الحرب في أفغانستان ، ومما اثار انتباهي الحوار الذي دار بين زعيم أفغاني مع ضابط امريكي ، وهو يشرح طبيعة الصراع بين الفصائل المسلحة هناك معبرا عن محنة هذا البلد : ( اننا في أفغانستان مقبرة امبراطوريات ) ، حينها عادت بي الذاكرة الاف الكليومترات الى الأوضاع الأمنية والسياسية التي يشهدها العراق ومستوى تصاعد وتيرة التفجيرات الإرهابية وعمليات الحرق التي تطال عددا كبيرا من مؤسسات الدولة ومنها المستشفيات .

تعول الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية على إبقاء العراق في ظل ( مقبرة الامبراطوريات ) من خلال التأثير في الرأي العام العراقي وبث روح اليأس والسلبية تجاه مخرجات الانتخابات النيابية القادمة في العاشر من تشرين الأول ، وبعبارات مؤدلجة ( ماكو حل / ما راح يصير تغيير / نفس الوجوه راح ترجع ) وهذه العبارات واضحة الدلالة لكل ذي لًب بانها تخدم مصالح تلك الدول والأطراف السياسية التي ربطت مصيرها بمصائر تلك الدول وأنظمة الحكم فيها ، ولا تعبر بالضرورة عن مصالح العراق ومستقبل أبنائه ، مع ان الاستحقاق الانتخابي القادم هو مطلب مرجعي وشعبي ودولي وسياسي في ان واحد في ظل الظروف السياسية والأمنية الضاغطة على المشهد العراقي .

الانتخابات القادمة هي الوسيلة الوحيدة لاعادة رسم الواقع السياسي من جديد ، بعيدا عن نزيف الدماء ومظاهرعسكرة المجتمع وانتشار السلاح خارج سيطرة الدولة ، وكل من يرغب بإعادة هيبة الدولة يتحتم عليه المشاركة الواعية في الانتخابات القادمة ، والواجب الوطني والأخلاقي يستدعي ان تكون المشاركة ( واعية ) وليست ساذجة شكلية ، من اجل حقن الدماء وإعادة الحقوق المغتصبة من قبل المافيات السياسية الى اهاليها ، والنأي بالبلاد والعباد عن مفاهيم الطائفية ولغة الحرب وصراع القوميات والمذاهب وتغليب المصالح الوطنية العليا على كل المغانم الانية الاخرى .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/02


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • عروج الشهداء  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : الهاربون من خيمة الدولة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net