استيقظت وردة متأخرة من نومها عندما احست بحرارة الشمس على وجهاها. فذهبت الى المطبخ بخطوات متكاسلة ولكنها عجوز وليست فتاة في عمرها 13 سنة وتتجاهله وجود والدتها التي ترمقها بنظرات الحيرة والحسرة لتصرفات ابنتها في الآونة الأخيرة تناولت الطعام بسرعة وذهبت الى الفراشها المبعثر وحملت كعادتها بشغف جهاز الموبايل وان قطعت عن كل ما يحيط بها. اما والدتها المسكينة الحزينة سمعت اذان الظر فتوجهت الى السجادة لتصلي وتدعوا الله عز وجل بدموع غزيرة لابنتها الوحيدة الى الطريق المستقيم، سمعت صوت جرس الباب يطرق فتحت الباب فشاهدت جارتها ام سجاد تحمل صحن من الحلوى وهي مبتسمة فردة السلام:
فقالت ام وردة ماهي المناسبة؟
قالت ام سجاد: انها ولادة مولاتي السيدة زينب عليها السلام اطلبي من مولاتي ما تشائين منها.
شكرت ام وردة جارتها على هذه الهدية .. وبعد فترة قصيرة سمعت وردة صوت التهليلات والأناشيد
للأهل البيت (ع)قد صدرت من غرفة الجلوس. فذهبت مسرعة لتعرف ماهي المناسبة فتفاجأت عندما رات المائدة جميلة مزينة بالشموع والحلويات والكعك والازهار البيضاء والعطر يملأ المكان كله فقالت: ماما ما هي المناسبة
قالت والدتها: انها ولادة مولاتنا زينب عليها السلام وانا طرقت باب مولاتنا زينب بحاجة سريعة اريدها فعانقت والدتها بفرحة. فبدات ام وردة تقص لابنتها حياة مولاتي زينب الكبرى (ع)وانها ولدت في 5 جماد الأول سنة 5 هجرية في المدينة المنورة مولودة جميلة مشرقة في بيت النبوة والامامة وتعلمت في هذا البيت كل تعاليم الإسلام وواجباتها اتجاه الله عز وجل كطفلة وفتاة وزوجة وام حتى قال فيها الامام السجاد(ع)(يقول لها ياعمة انت بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة)وكيف كانت طفلة صغيرة تسأل والدها استحبابا يا ابتاه ؟ان الحب لله عز وجل و الشفاعة لنا (أي الحضن والحنان والراحة )وكانت ذكية من الذكاء المبكر فكان يجالسها ويعلمها ويلاطفها مولانا امير المؤمنين(ع)فقال لها: قولي واحد
فقالت: واحد
قولي اثنان, فسكتت فقال لها تكلمي ياقرة عيني فأجابت : يابتي ما اطيق ان أقول اثنين بلسان أجريت عليه بالواح الاحد فضمها (ع)الى صدره وقبلها بين عينيها, وهي مولاتي صاحبت فكر عظيم وهي انسانة مؤمنة ورعة تحب الصلاة في كل او قاتها وخصوصا النوافل الليل وقوية حتى في اشد المصاعب حيث قال لها مولاي سيد الشهداء (ع)في ليلة العاشر (يااختاه لا تنسيني في نافلة اليل)
فقالت وردة: ماما حدثيني لماذا سميت مولاتي بجبل الصبر, فأجابتها لما تحملت من صغرها فقد عاصرة الحوادث المؤلمة لاهل بعد وفاة ابيها الرسول (ص)تعرضت للضرب وكسر ضلعها واسقاط جنينها وكيف هي فتاه تعلمت من والدتها أنواع العبادة و الزهد و المواساة و الايثار واطعام المسكين واليتيم والأسرى , وتعلمت كيف تكون زوجة صالحة وتحترم زوجها واطاعته وتصبر على خشونة الحياة وصعوبة المعيشة ابتغاء رضى الخالق ورافقة مولاتي الزهراء عليها السلام في خطبتها فدك , واستشهاد مولاي الامام الحسن (ع)وهو اخوها الأكبر بعد استشهاد والها الامام علي امير المؤمنين(ع)واستشهاد عشيرتها في معركة الطف وكيف تحملت المصاعب و السبي والأطفال و الايتام والاجساد المقطعة بلا رحمة , والتي انبئها بها جدها الرسول (ص)في احدى الأيام عندما كانت طفلة فقد رأت رؤية مخيفة فحدثت رسول الله (ص)رأيت البارحة ان ريح عاصفة قد انبعثت فأسودت الدنيا واظلمت السماء وحركتني الرياح من جانب الى جانب فرأيت شجرة عظيمة فتمسكت بها لكي اسلم وقد قلعت الشجرة من مكانها ومن ثم تمسكت بغصن قوي فكسرته الرياح فتمسكت بغصن اخر وغصن رابع ثم استيقظت من نومي , فبكى رسول الله(ص)فقال: الشجرة فهو جدك والاغصان الكبيران امك واباك والاخوان هما فأخواك الحسنان تسود الدنيا لفقدهما وتلبس لباس المصيبة و الحداد وكيف صبرت وتحملت وهي رمز لكل امرأة وطفلة . فأجابت وردة: ماما هل تزوجت مولاتي زينب (ع)
فأجابتها: نعم فزوجها عبد الله بن جعفر الطيار بن ابي طالب وابنائها (عون بن جعفر ومحمد وعباس وعلى وام كلثوم)
فقالت وردة: ما هو معنى اسم زينب؟
فقالت الوالدة: معناها زين اب في كتاب فيروز ابادي(القاموس) واسم شجرة ازهارها جميلة بيضاء فواحة في كتاب لسان العرب الشيخ جعفر النقدي
قالت وردة: ماما ماهي هديتي بهذه المناسبة الجميلة؟
قالت لها: سوف اسميكي بوردة زينب، ففرحت وردة لهذا اللقب الجديد وعانقت أمها وهي فرحة وقالت بكل فرح وإصرار ينبع من داخلها: كذلك اهديك هدية يا ماما
أولا لمولاتي زينب الكبرى عليها السلام ولكي بان اجعل مولاتي زينب(ع)رمزي في كل تصرفاتي في حباتي الدنيوية لكي اكسب حياتي الاخروية فسجدت ام وردة على الأرض لتشكر الخالق عز وجل على هدايته لها وابنتها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat