بــــين الإســـــــلام.. والمسلمـــــين
عبد المحسن الباوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد المحسن الباوي

لعلك مثلي- أيها القارئ الكريم - اعترتك يوماً ما حالة من الدهشة والذهول، وأنت تجد كم هو الفرق شاسع بين مبادئ وتعاليم وأحكام وأخلاق وسماحة وقيم الدين الإسلامي الحنيف التي تجدها في بطون الكتب سواء في القرآن الكريم أم في كتب أحاديث الرسول الأعظم (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) أو في كتب الأخلاق، وبين واقعنا اليوم؟!
ومنشأ هذا الذهول هو ببساطة أنك لا تجد مصداقاً ماثلاً للعيان لتلكم المبادئ والقيم إلا ما ندر، وذلك من شيوع مفاهيم هي أبعد ما تكون عن جوهر الدين الإسلامي الحنيف، وللأسف في بعض الأحيان ممن تجلببوا بجلباب المتديّنين والمحسوبين على الإسلاميين، وبذلك يعكس صورة مغلوطة ومختلفة تماماً عن تعاليم هذا الدين العظيم، حتى أصبحنا اليوم نلاحظ أن الاتجاه والميل للعلمانية والنفور من الدين والمتدينين؛ وهنا نتذكر قول مولانا الإمام الصادق (ع): (كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا)، فهل ما يتصرفه المسلمون في تعاملهم اليومي وسلوكياتهم وأخلاقهم مما يمكن عدّه زيناً يفرح قلب الرسول الأعظم (ص) والأئمة الطاهرين (ع) وأمام أنظارنا قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) التوبة: 105، فلا تظلموا الإسلام، فالعيب كل العيب في بعض المسلمين..!! حيث إن الإسلام دين كامل متكامل، جاء على يد صفوة الخلق أجمعين، وخاتم النبيين والمرسلين الحبيب المصطفى (ص) وحمل لوائه من بعده عترته الطاهرة التي ما حُوربت وقُتّلت وفُعل بها ما فعل، إلا لأنهم حاولوا وبذلوا ما بوسعهم لإعادة الأمور إلى نصابها، وإرجاع المسلمين إلى جادة الإسلام الصحيحة.. ولا يفوتنا الإشارة إلى شعار الإمام الحسين (ع) يوم الطف: (ما خرجت أشراً ولا بطراً، ولكن خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي)، فهل يصلح حال أمة جد الحسين (ص) كما أراد الحسين (ع)..؟!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat