الموبايل... نعمة أم نقمة؟
عبد المحسن الباوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد المحسن الباوي

تشكل المخترعاتُ العلمية أساساً قوياً ومرتكزاً متيناً للحضارة المعاصرة، حيث تعد من أبرز مقومات هذه الحضارة التي قطعت أشواطاً ومازالت في هذا المضمار، فهي لا تنتهي بأمد ولا تحد بحد؛ لأن اللهَ تبارك وتعالى هو المعلم، قال تعالى: (عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) العلق:5 وقال تعالى: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) يوسف:76، ولكن هذه المخترعات العلمية سلاح ذو حدين، فمثلما يمكن استخدامها لصالح الفرد والمجتمع كذا يمكن استخدامها في هلاك الفرد والمجتمع، والأمثلة على ذلك تفوق حد الحصر..
ولنقف عند جهاز الهاتف النقال(الموبايل) الذي حقق طفرة نوعية في عالم الاتصال بتقريبه البعيد وجعل العالم حقاً كأنه قرية صغيرة، يمكن التواصل فيما بين سكانها بسهولة ويسر، وهو بذلك نعمة لا تُقدر بثمن، ولكنه من جهة أخرى تحوَّل في بعض الأحيان إلى نقمة، حيث وظفه بعض الناس توظيفاً شيطانياً بشكل يندى له جبين الإنسانية، وتجاوز كل الأعراف والتقاليد العربية الأصيلة، وخالف أحكام وتعاليم الشريعة السمحاء، مما حدا ببعضهم إلى لعن العلوم والاختراعات لما جره الاستخدام الخاطئ والمشين للموبايل من ويلات ذهبت برقاب الأبرياء، وانتهكت أعراض العفيفات، وحرفت أخلاق المراهقين و.. و.. والأمثلة والشواهد كثيرة قد نراها ونسمع بها كل يوم.. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل العلة والسبب بالجهاز أم بالمستخدم؟ وهل هذا الجهاز نعمة أم نقمة؟ فالجواب بالتأكيد هو أن العلة تكمن بالمستخدم، وهذا الجهاز نعمة ولكن إذا ما أُحسن استخدامه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat