صفحة الكاتب : عبد المحسن الباوي

العدائية بين أطفالنا.. الأسباب والعلاج  
عبد المحسن الباوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بات من الواضح للجميع بروز بعض الحالات بين أفراد مجتمعنا يمكن تصنيفها بالظواهر نظراً لشمولها طبقات عدة ومناطق عدة، ومنها ولعل من أخطرها بروز ظاهرة (العدائية المفرطة بين أطفالنا)، بما يستدعي التوقف عندها والتأمل فيها ملياً لئلا تتفشى وتستعصي (ولات ساعة مندم)، حيث نرى أطفالاً بعمر الزهور لا يعجبهم أن يلعبوا أو يتمازحوا إلا بالمصارعة الحرة (التي يجوز فيها كل شيء..!)، فضلا عن اقتنائهم للأسلحة كـ(ألعاب..!!)، وهذا ما انتشر في أحيائنا وقرانا؛ فما أن تمر بمجموعة من الأطفال في الأعياد خاصة إلا وترى أنهم قد شكلوا فريقين (أو بالأحرى جيشين)، وهم يتقاذفون بينهم بما تطلقه بنادقهم ومسدساتهم ومفرقعاتهم التي تصدر أصواتاً مرعبة، وها هي المستشفيات تتلقى جراء ذلك العشرات بل المئات من ضحايا أسلحة الدمار الشامل هذه، ونسبة كبيرة منهم قد فقد بصره نتيجة هذه الحروب المصغرة، ليضيفوا عبئاً جديداً لعوائلهم، ناهيك عن حروب العوائل فيما بينها، حين يُصاب أحد أولادهم بذلك، فيشنون هجوماً على أهل الصبي المعتدي، ولا تخفى عليك العواقب الوخيمة من (فصول عشائرية، وگعدات، ومجالس شيوخ ووجهاء، وصرف أموال الاسترضاء)، فما سبب ذلك يا ترى؟ ومن يتحمل مسؤوليته؟ وما هو العلاج؟ 
 أسباب ذلك كثيرة، منها عسكرة العقول التراكمية التي خلفتها ظروف العراق على مرّ الأزمنة وتوارثناها وأورثناها لأبنائنا من حيث نشعر أو لا نشعر.. فضلاً عن المشاهد الدموية التي عصفت ببلدنا من جرائم الإرهاب التكفيري الصدامي.. ومن تلكم الأسباب شيوع ألعاب وأفلام (الأكشن) التي تغذي عقول أبنائنا بثقافة العدائية والصراع، وكأننا نعيش في غابة وحوش البقاء فيها للأقوى..
وختاماً نقول: إن معالجة هذه الظاهرة مسؤولية الجميع من حكومة، ومدارس، وأجهزة رقابية وأمنية، ورجال دين ومبلِّغين، ومنظمات مجتمع مدني، وآباء وأمهات، بما يشبه بالنفير العام لمواجهة هذا الخطر المحدق بفلذات أكبادنا، وهم بعمر الزهور، والعمل على إشاعة روح المحبة والوئام والتسامح التي يدعو إليها ديننا الحنيف، وتربيتهم عليها.. والله المستعان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد المحسن الباوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/15



كتابة تعليق لموضوع : العدائية بين أطفالنا.. الأسباب والعلاج  
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net