بمناسبةِ إفتتاحِ مُسَقَّفاَتِ المصَانع والورشِ في مَوقع السَّقَّاءِ (2) التابع للعَتبة العباسية المقدسة
تَرْنُو إليكَ عُيونُ القَلْبِ ياقَمَرُ
وَفي رِحَابِكَ رُوحُ الخَلْقِ تَعْتَمِرُ
يا آيةَ السِّبطِ يَومَ الطَّفِّ مانَزَلَتْ
إلاّ لِتَصْعَقَ مَنْ خَانُوا وَمَنْ كَفَرُوا
أَطْبَقْتَ عالي السَّما فَوقَ الثَّرى فَهَوَتْ
تِلكَ الرُّؤوسُ وأضْحَى سَيفَكَ القَدَرُ
وَطَأطَأَ الجَيشُ واَنْسَابَتْ كَتائِبُهُ
على حُسَامِكَ مِثْلَ السَّيلِ تَنْحَدِرُ
يَحُزُّها صَارِمُ الكرَّارِ ثانِيَةً
وَإِنْ عَلاها حُسَامُ الحَقِّ تَنْشَطِرُ
وَصَلْتَ لِلمْاءِ ياسَقَّاءُ فَانْبَجَسَتْ
عَينُ الحَياةِ فَغَاضَ المَاءُ يَسْتَتِرُ
أغْضَى حَياءً لِطَرْفِ المَوجِ مُنْحَسِراً
وَنَبْعُ عَينِكَ فَوقَ النَّهْرِ يَنْفَجِرُ
نَزَلتَ فيهِ تُناغِي عَذْبَهُ فَهَوَى
مابينَ كَفَّيك, مِمّا كانَ يَعْتَذِرُ
وكادَ يَغْرَقُ في أوسَاطِ جُودِكُمُ
ورَاحَ بالحُزْنِ والآهاتِ يَحْتَضِرُ
وَضَعْتَ كَفَّيكَ فيهِ فَارْتَوى وَطَغى
حَتَّى اسْتَبَاحَ الثُّرَيَّا نَشْرُهُ العَطِرُ
رَكَزْتَ رَايةَ طه عِندَهُ فَرَبَتْ
فَوقَ الجَمَاجِمِ, مِنهَا الدَّمُّ يَنْتَثِرُ
وَصُنْتَهُ بِحدُودِ البِيضِ فَازْدَحَمَتْ
على جَناحَيهِ مِنْ أَشلائِهِمْ زُمَرُ
يا آيةَ السِّبطِ يَومُ الطَّفِّ ذَكَّرَنا
بَدراً وَرايَتَها, فَاسْتَحْكَمَ الظَفَرُ
قَدْ كُنْتَ لِلسِّبطِ فَقَّاراً يَذُودُ بهِ
عَنِ الإِمَامَةِ, فَاشْمَخْ أَنْتَ مُنْتَصِرُ
بَنَيتَ مَجْدَكَ بِالإِيثارِ في أَلَقٍ
فَوقَ الَمَجَّراتِ فَاسْتَسقَى بهِ المَطَرُ
نَصَبْتَ عَرْشَكَ فَوقَ الجُودِ ياقَمَرٌ
حارَتْ بهِ الجِنُّ والأمْلاكُ والبَشَرُ
وَمَا رَأى الكَونُ بَدراً قَانِياً أَلِقاً
يَشُقُّ سَتْرَ الدَّيَاجي وَهْوَ مُنْعَفِرُ
ياسَيِّدِي أَفْحَمَ التَّارِيخَ مَوقِفُكُمْ
وَفي مَداكَ يَراعي اليومَ مُقْتَفِرُ
مَاذا أَقولُ بِمَنْ شَمْسُ الحُسَينِ هَوَتْ
كَيْمَا تُودِّعُهُ والظَّهْر ُمُنْكَسِرُ
مَاذا أَقولُ بِمَنْ تَرْعَاهُ فاطِمَةٌ
والحَشْرُ شَاهِدُهَا والقَلْبُ مُنْفَطِرُ
أَعْيَيتَني سَيِّدي, سَاخَتْ بِكُمْ فِكَرِي,
جَفَّ المِدادُ وَقَدْ شَطَّتْ بِيَ الصُّوَرُ
هَا أنْتَ أنْتَ بِما قَالَ الزَّمانُ بِكُمْ
وَإِنَّنِي أَلْكَنٌ فِيكُمْ, فَأَعْتَذِرُ
واليومَ جِئنَاكَ عَينٌ دَمْعُهَا فَرِحاً
يَهْمِي, وَأُخْرَى على الزَّهَراءِ تَنْهَمِرُ
تَبني الأَيادي صُرُوحاً في مَحَبَّتِكُمْ
وَالقْلبُ بَينَ ضَرامِ البابِ يَسْتَعِرُ
هذا جُمَادَى جِرَاحٌ لاتُضَمِّدُهَا
إلاَ الدِّمَاءُ الَّتي في العَينِ تُعْتَصَرُ
وَمَا أَصَابَكَ سَهْمُ البَينِ فَانْبَجَسَتْ
عَينُ العَطاءِ وَمِنها فَاضَتِ العِبَرُ
إلاّ وَعَينٌ لِبِنْتِ المُصْطَفى لُطِمَتْ
فَجُرْحُ عَينِكَ مِنْ عَينِ الهُدَى أَثَرُ
وَمَا أطلَّ عَلَيكَ السِّبْطُ مُنْكَسِراً
إلاّ وَضِلْعٌ لِبِنْتِ الوَحيِ مُنْكَسِرُ
وَدَدْتَ أَهْلَ الكِسَا عَنْ عَينِ مَعْرِفَةٍ
فَاسْتَخْلَصُوكَ عُيوناً مَا بِهَا كَدَرُ
يا أَبْجَدَ الوِدِّ والإِيثارِ أنْتَ هُنا
تَرتيلةُ الدَّهْرِ, نَغْمٌ صَانَهُ الوَتَرُ
يَهُزُّ سَمْعَ المَلا لَحْنا بِذَابِلهِ
وَيُنْشِدُ السَّيفُ مَاغَنَّتْ بهِ الزُّبُرُ
يا آيةَ السِّبْطِ مَازِلنا نُرَتِّلُها :
دَمُ الشَّهَادَةِ أَبقى حِينَ يَنْفَجِرُ
فَنَحنُ جُنْدُكَ مَا فُلَّتْ عَزائِمُنا
في كُلِّ يَومٍ لَنا مِنْ فَضْلِكُمْ صُوَرُ
وَهَاهُنا اليومَ يَحكي العَزْمُ صَولَتَنا
فَيَسْتَنِيرُ بِصُنَّاعِ السَّنا السَّحَرُ
ضَرْبُ الحديدِ وَوَقْعُ البِيضِ نُرْدِفُهُ
وَقْعَ المَكائنِ والآلاتِ ياقَمَرُ
في مَوقعٍ زَانَهُ السَّقَّاءُ تَسْمِيَةً
فيهِ الَمصانِعُ تُبْنى, رَوضُهَا نَضِرُ
وَقَبْلُ أَشْرَقَ بِاسْمِ العَسْكَرِيِّ هُنا
نُوُر المَخازنِ, عَامٌ وَهوَ يَنْتَشِرُ
واليومَ شامِخَةٌ تَزهُو بِمَظْهَرِها
وتَسْتَطِيلُ بِما تَحوِي وَتَدَّخِرُ
تُلقِي جَنَاحاً إلى العَلياءِ سَابِحَةً
وَلِلمَصَانِعِ ثَانٍ رِيشُهُ الشَّرَرُ
يامَوقِعَ المَجدِ ياسَقَّاءُ طِرْ فَرِحاً
وَانْشُرْ جَناحَيكَ, حَلِّقْ أنتَ مُقْتَدِرُ
وَمَنْ تَمَسَّكَ بِالعَبَّاسِ يَأسِرُهُ
رَوضُ الخُلُودِ, فَتَنعَى نارَها سَقَرُ
عَبَّاسُ ياجَاذِبَ الأرواحِ مَافَتِئَتْ
إليكَ تَّهفُوا وَيَهْفُوا المَاءُ والشَّجَرُ
وَمَاتَلَوتُ نَشيدِي فِيكَ عَنْ عَمَهٍ
أَقَرَّكَ العَقْلُ ثُمَّ القَلْبُ فَالبَصَرُ
وَضَعْتُ قَلبي على كَفَّيكَ مُؤتَزِراً
مَعنى الوَفاءِ, فَفِيكَ النَّبضُ يَنْحَصِرُ
وَطُفْتُ في كِبرياءِ الجُودِ مُعْتَمِراً
وَغُصْتُ في عنفوانٍ نَشْرُهُ عَطِرُ
يا أَبْجَدَ الوَصْلِ فَاضَ المَاءُ مُتَّكِئاً
على عَطائِكَ حَتَّى أَيْنَعَ الثَّمَرُ
يا أَبْجَدَ الطَّفِّ يا تاجاً يُرَصِّعُهُ
نُوُر العَقيدَةِ, لا المَرجَانُ والدُّرَرُ
هذا نَشيدُكَ والآلاتُ تُطْلِقُهُ
بِعَزْمِ (صالِحَ) و(الصَّافي) لِمَنْ حَضَروا
يَهُزُّ سَمْعَ المَدَى، يَطوي مَجَرَّتَهُ
بِفَيضِ جُودِكَ في الآفاقِ يَنْتَشِرُ
تَخُطُّهُ ذِكرياتٌ كُلُّها أَرَجٌ
مِنَ الشَّهَادَةِ لامَينٌ وَلاكِبَرُ
أَضِفْتُ (أَبْجَدَ) عَبَّاسٍ مُؤَرِّخَها:
(بِكَفِّهِ ورشُ السَّقَّاءِ تَزْدَهِرُ)
( 10 + 107 +506 +193 +616) = 1432هـ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat