نورُ أهل البيت (ع) يخطف الأبصار ويدعوا الى الإستبصار
مصطفى الباوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الباوي

أندونيسيا بلد آسيوي يعد أكبر بلاد المسلمين أفراداً، حيث يقدر عدد المسلمين فيها أكثر من مائتي مليون مسلم, وهم على مذاهب شتى ومشارب فكرية مختلفة إلّا أن نور مذهب أهل البيت (عليهم السلام) له من قوة السطوع ما لا تحجبه الأستار كرائقة الشمس في وضح النهار.. ومن الطبيعي أن الباحث عن الحقيقة إذا ما تجرد عن الأهواء وأخلص لله تعالى، طلباً للحقيقة المجردة، فإنه يختار مذهب أهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم)؛ لأنه الأقرب الى حكم العقل والوجدان وشريعة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا ماحدا بمجموعة من المسلمين الأندونيسيين إلى سلوك جادة الصواب واتباع الفئة المحقة.
وهذا ماوجدناه عند لقائنا بمجموعة من الإخوة المستبصرين الذين تحمّلوا عناء السفر وتكاليفه ليتشرفوا بزيارة أبي الأحرار وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام)، ولتؤكد تمسك هذه المجموعة بهذا المذهب.
المسؤول عن هذا الوفد وهو أستاذ بالحوزة العلمية بـ(جاكارتا) أطلعنا على واقع وأحوال الحوزات العلمية هناك والتي لها ارتباط وثيق بالحوزات العلمية الرئيسة في كل من النجف وأيران، وعلى اطلاع تام بكل مستجدات الفتاوى والمسائل الإبتلائية مشيراً الى أن الطائفة الشيعية في أندونيسيا تمارس كافة طقوسها الدينية وشعائرها الحسينية بكل حرية وبدون أي مضايقات، ولكننا نشكو من قلة دعم الحوزات العلمية ونقصد به الدعم الثقافي والمادي.
وأضاف: يوجد إقبال منقطع النظير للمذهب الشيعي وخصوصاً من طبقة المثقفين والأكاديميين والطريقة التي تم نشر هذا الفكر بواسطتها هي عن طريق ترجمة معظم الكتب الشيعية المهمة، حيث بلغ عدد الكتب التي تم ترجمتها أكثر من أربعة الآف كتاب من العربية والفارسية، كالمراجعات للشيخ الأمين، وسلسة كتب التيجاني وغيرها.. وكذلك انتشار الفضائيات الشيعية.
وخلال لقائنا بالوفد استوقفنا أحدهم وهو صيني الجنسية، دخل الدين الإسلامي بداية عام 1982 وكان على المذهب الشافعي، دخل للدراسة في أحد المراكز الثقافية الدينية في جاكارتا، وأخذ تصوراً عن الدين الإسلامي لكنه وجد أنه لا يلبّي طموحه، فأخذ بالبحث عن المذاهب الأخرى حتى دعاه أحد أتباع أهل البيت(ع) للمقارنة بين المذاهب، وبعد مضي سنتين فقط استبصر واستنار بنور أهل البيت (عليهم السلام)؛ لأنه وجد وحسب قوله الحق والبرهان والخلاص في هذا الطريق.. وبما أن هذه زيارته الأولى إلى العراق وكربلاء بالتحديد، فقد انتابه شعور الفرح الممزوج بالحزن فرح زيارة المراقد المطهرة وحزن لماجرى على آل الرسول (عليهم السلام )في كربلاء؛ كما أشاد بحسن الضيافة والإحترام، أما الإعمار والتطوير في العتبات فهو ما لايوصف والذي كان على خلاف ماتنقله الوكالات الإعلامية المعادية لأتباع أهل البيت (عليهم السلام).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat