مِـن حقِّـنا أن نعيش بسلام
رياض الفرطوسي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض الفرطوسي

ماذا تبقى للعراقي لكي يعيش بسلام‘
وهو محاصر منذُ عشراتِ السنين بالازمات‘
والجنون والتخبط والفوضى والفقر والامراض‘
النفسية والعضوية ومشاكل البطالة والخدمات.
على اي قاعدة ممكن ان تعيش وانت مبرمج‘
على القلق والخوف والانتظار والامتثال.
ولا خيار لك سوى ان تتبع السائد من الامور‘
بدل الندب والتشكي والمراثي وجلد الذات‘
وتعيش بالحد الادنى مما يمكن ان يجعلك حيا وسليما.
يقينا لا يمكنك ان تعيش في جهنم لمدة 40 سنة‘
من الرعب والحصار والفساد من دون ان تخرج بلا‘
تصدعات نفسية عميقة وراسخة.
ليجد الانسان نفسه يعيش حالة اغتراب حقيقية وهو في وطنه.
العيش في مجتمع طبقي كل واحد يتكلم بلغة وبطريقة وبخلفية معينة.
لانه ممكن نفيك من خلال لغة الخطاب ولغة الحوار.
او ممكن نفيك اجتماعيا عندما لا تجد نفسك منسجما مع فكرة القطيع.
عندما نسلم بأن المشكلة في اساسها مشكلة مجتمعية‘
تأتي على شكل تربوي او اخلاقي او ثقافي او نفسي.
اذن كيف نقوّم المجتمع؟
لا يمكن تقويم المجتمع من دون تغيير جذري.
وهذه ليست مهمة النخب السياسية فحسب.
لأن معظم هذه النخب هي نتاج مجتمعي يعانون من نفس المعضلة.
تبقى هذه المهمة هي مهمة ودور النخب الثقافية والفكرية والمعرفية.
بعض ( الدول الكافرة ) التي يعيش فيها الكثير من العراقيين‘
وهي دول حضارية وعصرية مرفهة قام ببنائها وتأسيسها‘
الكثير من المثقفين والفنانين والروائيين والعلماء والفلاسفة‘
والادباء وبعد كفاح مرير استطاعوا من ارساء ملامح نظام‘
حضاري متجدد ومتنور ومتطور.
هم يحبون الحياة ومتمسكون بالبحث والفكر والسؤال والنقد.
ويرفضون السطحية والخفة والتباهي.
نستطيع ان نكون كذلك عندما نتخلى عن كل القوالب‘
الجاهزة والعقليات الصلبة وغير المرنة.
وان نؤمن بالنقد والتحليل والكشف والمراجعة.
قد تكون بعض الشرائح لا يروق لها ان يمارس
الناس الحياة لأن هؤلاء عاشوا على اساس التمييز‘
الطبقي والسياسي والاجتماعي.
هذه الطبقات عاشت برخاء وعاثت على حساب‘
المحرومين والفقراء والطبقات المسحوقة‘
التي تمارس الحياة ولا تعيشها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat