ورد في الآيات القرآنية الكريمة أن في يوم القيامة تُحاسب اليد على ما فعلته في الدنيا الدنية الفانية؛ لأنها عملت السوء والمنكر، وعملت الأعمال التي نهانا اللهُ عنها. علينا أن نفكر كيف وماذا يجب أن نعمل في هذا العضو. وقد ذكر في الروايات أن عمر عبد العزيز سُئل ما كان بدء توبتك؟ فقال: كنت يوماً أضرب غلاماً لي, فقال: اذكر تلك الليلة التي تكون صبيحتها القيامة. فعمل ذلك الكلام في قلبي، فعلينا أن نعرف أن حبائل الشيطان كثيرة، فيجب على المؤمن أن يكون حذراً منها, والعبادة بدون علم لا تكفي, ولو كان هذا العابد عالماً لما وقع في المحذور، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل؛ لأن العالمَ تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه, وتأتي الجاهل فتنسفه نسفا.
ونُقل عن أحد العارفين أن هناك بنتاً في أول عمرها وهي تحفظ القرآن، وكان لديها أب من شاربي الخمر وطويل اليد، حيث كان يضربها مع والدتها ضرباً مبرحاً؛ ففي أحد الأيام أتت الابنة الصغير الى والدها، وجلست الى جانبه، وقالت له: قال تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ). فبكى الأب وقال: هل تحسنين تلاوة القرآن الكريم؟ حدثيني عن أفعى أتتني في منامي والتهمتني وخرجت من فمها بعد ذلك؟ فقالت له: يا أبي اعلم أن هذه الأفعى هي عملك السيء، وقد ابتلعتك يعني أعمالك السيئة، وضربك لنا أنا وأمي بيدك الجميلة الرقيقة التي كانت أحبّ لنا أن تمسح على رؤوسنا، وتأخذنا بها في أحضانك من أن تضربنا بها، فأراك الله عملك الذي تقوم به في منامك, والحمد الله الذي سوف يبعدك من اليوم عنها بإذنه, والحمد الله على هدايته لنا, وأبعدنا الله وإياكم عن معصية ربّ العالمين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat