صفحة الكاتب : ايمان صاحب

عطشُ زينب (عليها السلام)
ايمان صاحب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  ليسَ غريبًا على من يمرُّ بِشَخصيةِ العباس (عليه السلام) أن تتبادرَ إلى ذهنهِ مفرداتٌ، جرتِ العَادةُ على مُلازمتِها لهذه الشخصية العظيمة بَعدَ واقعةِ الطَفِّ الأليم، من قبيل: العطش، الجود، الماء؛ وذلك لأنّ العباس (عليه السلام) قَد امتازَ بصفةِ سَقِي الماء، دونَ غيرِه، كماَ جاءَ على لسانهِ، وهو يرتجزُ بساحةِ الحرب:
إنّي أنّا العباس أغدو بالسِقا     ولا أخافُ الشرَ يوم المُلتَقى 
   ومِن أبرزِ ما يذكرهُ أربابُ المقاتل والخُطباء، بخصوصِ هذه الصفة  عندَ مَصرَع العباس (عليه السَلام) عطشُ سَكينة، ونَادرًا ما يذكرونَ عطش عَمّتها زينب (عليها السلام)، ولعلَّ السببَ في ذلك يعودُ إلى أنّها لَم تَطلبْ مِن العباس (عليه السلام) أنْ يجلبَ لها الماءَ كما طَلبت ذلك سَكينة، وحتّى لو طلبت زَينبُ الماءَ لا يكونُ  لِنفسِها بل لِعبدِ الله الرَضيع، أو لِسجَّادها العليل؛ لأنّهما كانا أحوجَ للماءِ مِن غيرِهما..
    فإن كانَ أبو الفضلِ قَد رمى الماء مِن بينِ كفيهِ، ولَم يشربْ حينما تذكّرَ عطشَ الحُسِين (عليه السلام) فهي رَمت بِنَفسِها على العليلِ، حينما أرَادوا قَتله، فكيفَ لهاَ أن تشربَ الماء قبله وقبلَ العيال، وهم بِكفالتها بعدَ الكفيل ووصية أخِيها الحُسين (عليه السلام)! 
    ولا عجبَ ممّن رَأت وقعَ الرزايا شيئًا جميلًا ، أنْ يكونَ صَبرُها على العطشِ هو أيضًا جميلًا، فمنذُ السابعِ مِن شهرِ عاشوراء لَم تَذُقْ  قطرةً مِن الماءِ، إلى ما بعدهُ مِن أيامٍ لا يعلمُ عددَها ألا الله (تعالى)، حيثُ قَصرت المَصادرُ عن ذكرها، سوى ما قيلَ هنا وهناك، مِنها: أنّ الجيشَ الأموي أباحَ للعيالِ شربَ الماء، يومَ العاشرِ بعدَ المعركة، ومنها يومَ الحادي عشر وهو الأكثر ذكرًا، وسواء أكانَ هذا أو ذاك ففرارُ الأيتامِ وحرقُ الخيام  فيه ما يَشغلُها عنهُ، وإن كانَ للنفسِ على الإنسانِ حقٌ، وأيّ نفسٍ؟! هي عالمةٌ غَيرُ مُعلّمة، وفاهمةٌ غيرُ مُفهمة، ولأجلِ هذا قَد تبتلُّ الشفاهُ الذابلات، إلا أنّ القلبَ يبقى في عطشٍ دائمٍ حتّى ظهورِ القائم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايمان صاحب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/01



كتابة تعليق لموضوع : عطشُ زينب (عليها السلام)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net