التفكيرُ الأرواحي عند الطفل
تبارك صباح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تبارك صباح

لعل إسقاط الطفل نفسه على الكون المحيط به، وتفسير كل شيء على شاكلته، يظهر جلياً في إسباغه الحياة على الأشياء الجامدة، إلا أن الطفل في هذه المرحلة قد يسبغ الحياة أيضاً على أشياء قد لا تكون لها علاقة بالكائنات الحية، فقد يتخيل في قلم طويل وقلم قصير مثلاً طفلاً يسير مع أبيه، أو في قطعة من الحجر سلحفاة سبق أن رآها عند زيارته لحديقة الحيوان..! ليس هذا فحسب، بل قد يتخيل في الأشياء الحية ذاتها حياة أشبه بحياة الإنسان، فالطيور تتكلم والقطط تبكي، ويمكنك أن تحكي له قصة كاملة على لسان الحيوان..
إذن، فهو يسبغُ حياته على جميع الكائنات من حوله.. وسوف يتضح ذلك بشكل أحسن عندما نتناول موضوع اللعب الرمزي أو اللعب الإيهامي عند الطفل؛ ترجع هذه الظاهرة إلى أن أطفال هذه المرحلة يعتمدون في تفكيرهم على الحدس أو البداهة وليس على المنطق، بمعنى أنهم يعتمدون على حواسهم وتخيلهم وبداهتهم أكثر، كما يعتمدون على المنطق.. وسنعالج هذه النقطة بتفصيل أكبر عندما نكون قد فرغنا من الخصائص المميزة للنمو المعرفي عند الطفل في هذه المرحلة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat