النظرة المعاصرة للإنفاق الحكومي الجزء الثاني
ابراهيم محمد حسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  للإنفاق الحكومي دور في تحقيق التوازن الاجتماعي، عن طريق إعادة توزيع الدخل للتخفيف من الفوارق الطبقية بين المواطنين، ويتم هذا من خلال فرض ضرائب تصاعدية على الطبقات الغنية، وتوزيعها لصالح الفئات الفقيرة من المواطنين، عن طريق التوسع في التحويلات الاجتماعية والمساعدات.. وله دور أيضاً في تعزيز التنمية البشرية، عن طريق الإنفاق الاجتماعي، لاسيما في مجالات الصحة والتعليم.
ولا ننسى ما للإنفاق الحكومي من دور مهم في النمو الاقتصادي، ففي البلدان المتقدمة، يتم هذا من خلال تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وتحفيز نشاط الاستثمار، أما في البلدان النامية، فان النفقات الحكومية تلعب دوراً فعالاً في تخفيض التفاوت الإقليمي، وتطوير الخدمات الحكومية الاجتماعية، وخلق خدمات البنية التحتية، التي تأخذ شكل تسهيلات كالنقل والاتصالات، والتعليم والتدريب، والبحوث والتنمية.. وهلم جرا.. فضلاً عن الدور الكبير للنفقات الحكومية، في تحفيز الادخار والتراكم الرأسمالي.
إن التطور الذي طرأ على الإنفاق الحكومي، جعل منه أداة مهمة تتصف بمبادئ أساسية، والتي يمكن إجمالها بالآتي:
1. المعيار الأساس لتخصيص النفقات الحكومية، يجب أن يكون مستنداً على نشر الرفاهية للمجتمع بأسره.
2. مصلحة الأغلبية يجب أن تكون لها الأولوية على المصلحة الضيقة للأقلية. 
3. إزالة الجور والظلم، يجب أن تكون لها أسبقية على تقديم الخدمات الترفيهية. 
4. كل من يستلم المنفعة يجب أن يتحمل الكلفة. 
5. الخسارة أو التضحية الخاصة، يمكن أن توجه لحفظ التضحية أو الخسارة العامة، والتضحية أو الخسارة الأكبر، يمكن تجنبها من خلال استغلال التضحية أو الخسارة الأقل.. تأسيساً على ما تقدم، فأن تطور نظرة الدول إلى الإنفاق الحكومي، جعلت من النفقات أداة تستخدمها الحكومات، لتحقيق آثار مرغوبة، وتجنيب الاقتصاد الآثار غير المرغوبة.. هذه المهمة الموكولة للإنفاق الحكومي في الوقت الحاضر، تجعل منه أداة مهمة من أدوات السياسة المالية، ترتكز عليها الحكومات في رسم سياساتها، لا بل إن أفراد المجتمع، أصبحوا يتطلعون إلى الإنفاق الحكومي بشغف؛ لأنه أصبح يمسهم في الصميم، ويرسم آفاق مستقبلهم.. ولهذا فان تقييم سياسات الحكومات، إنما يتم من خلال موازناتها، وبالأخص السياسة الإنفاقية لها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابراهيم محمد حسين

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/26



كتابة تعليق لموضوع : النظرة المعاصرة للإنفاق الحكومي الجزء الثاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net