عواملُ انتشار اللغة العربية
تبارك صباح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تبارك صباح

بدأ الاهتمامُ باللغة العربية؛ كونها لغة القرآن الكريم الذي نزل على النبي محمد (ص)، وهي اللغة التي خاطب بها الله تعالى عباده عن طريق نبيه الكريم، كذلك فهي لغتهم القومية، وعنوان فخرهم..
ولما كانت العربية لغة القرآن، فقد ارتبطت بالإسلام، مما أكسبها حرمة ساعدت على انتشارها. فكان دخول الاسلام يعني تعلم العربية، وربما المشاركة في الثقافة العربية، وتكاد العربية تكون الكلمة المرادفة للإسلام، للفترات الأولى، وان انتشار الدين الاسلامي ساعد على انتشار اللغة العربية؛ إذ أن انتشاره يتطلب تعلم اللغة العربية، كما في قوله تعالى: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون).
ومما ساعد على انتشار اللغة العربية ايضاً، وجعلها لغة عالمية الاستعمال، هو غناها بالمفردات، وبخاصة في ما يتصل بالانسان، وبنائه، وسلوكه، وبيئته.. والواقع ان تكوين اللغة العربية وخصائصها وغناها، كانت مادة لدراسات غنية في المعاجم والنحو والصرف والبلاغة والبيان والأدب.. وهو ما عرف فيما بعد بعلوم اللغة، أو العلوم اللسانية، من نحو وأدب وشعر ولغة وغيرها.
وقد أولت الكوفة اهتماماً كبيراً بالعربية، وقد أدّى اختلاط العرب بالأجانب، واندماج بعضهم ببعض، وفتح بيوتهم للسبايا، الى إحداث في تغير ملكتهم، وظهور اللحن في لغتهم، وتسرب العجمة الى لسانهم، وانعكس ذلك في قراءتهم للقرآن، فظهر اللحن واضحاً بين الإعراب والاعاجم على حدّ سواء..
وقد شارك علماء اللغة في الكوفة، بعد نهاية الدولة الاموية، في جمع اللغة العربية وتدوينها، وحفظها، مشاركة كبيرة وعظيمة، من أمثال الكسائي والفراء وغيرهم.. وقد عكس جهد علماء الكوفة، الطابع القومي العربي لديهم، في تجليهم وتشبثهم باللغة العربية، والتراث اللغوي والأدبي للقبائل العربية القديمة، فكانوا يحترمون ما يُروى عنها، وأشد ثقة بما نطقت به العرب من صحيح وصالح، لأن يستعمله الناس ويقيموا عليه.
ونستطيع القول أن للكوفة دوراً هاماً في الحياة اللغوية في فترة صدر الاسلام، فأصبحت اللغة العربية أداة ووسيلة نشر الثقافة الاسلامية، لذلك فان النشاط العلمي اقتصر في الكوفة على الثقافة العربية، وان الفعاليات الثقافية في الكوفة، اقتصرت على أساس مواضيع عربية اسلامية بحتة.
وظهر في الكوفة بعض اللغويين من اللذين اهتموا بمسائل اللغة، خلال القرن الأول الهجري، منهم زر بن حبش، وكان عالماً بالعربية، وكان أعرب الناس في تلك الفترة، وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية، وغيرهم الكثير من الذين برزوا في القرن الثاني والثالث، وأصبحوا رواداً في مجال اللغة العربية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat