الحضارة الإسلامية مهد الحضارات
محمد الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد الموسوي

أسس خاتم النبيين محمد (ص) الدولة الإسلامية، وترك للناس ديناً يجمع البشرية، وينقذها من حضارات زائفة بلا تقدم، وأرسى لهم العلوم والفقه والمعاملات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. حتى بقي أهل بيته الطاهرين (ع) وسنته وأحاديثه، والدستور الإلهي القرآن الكريم، هو خير حضارة تميزت بالعلوم المختلفة، إلى جانب اهتمامها بالنواحي الدينية.
فكانت الحضارة الإسلامية تمزج بين العقل والروح؛ فالإسلام دين عالمي، يحث على العلم ويعده فريضة على كل مسلم أو مسلمة، لتنهض الأمة الإسلامية وغيرها، فلم يكن الدين الإسلامي في أي وقت من الأوقات، مدعاة للتخلف، بل كانت الدعوة إلى التوحيد والتنوع المعرفي في الفنون والعلوم المختلفة النافعة للبشرية، وفن العمارة الإسلامية، فضلا عن الحرية الفكرية الوارفة تحت ظلال الإسلام. وكانت الفلسفة يخضعها الفلاسفة المسلمون للقواعد الأصولية، مما أظهر علم الكلام، وعلم المنطق، فترجمت هذه العلوم كلها ونقلت إلى أوربا، وكان لها تأثير في نهضة الغرب التي تسمى (عصر النهضة) فيها، فأشرقت الحضارة الإسلامية لتبدد ظلمات الجهل والتخلف والعصبية القبلية، وتنير للبشرية جمعاء طريقها من خلال الدين الإسلامي المتطور فكريا وسياسيا وعلميا وحضاريا واجتماعيا واقتصاديا...
لقد امتدت روافد الحضارة الإسلامية داخل دول الغرب، بواسطة الجاليات الإسلامية، وهي تحيي مناسبات الإسلام، وإحياء ذكر الرسول الأكرم محمد (ص) وآله الطيبين المعصومين (ع)، وبناء الجامعات الإسلامية، ومراكز التراث الإسلامي، التي تضم الكتب الإسلامية القديمة والحديثة، من مؤلفين عباقرة، شهد لهم التاريخ والمعاصرون لهم، والمفكرون، بقوة حضارة الإسلام، لتجذب الناس حول اعتناق الإسلام، ذلك الدين السمح المحب للسلام والمحبة والإخوة، وإصلاح ذات البين، والتسامح، ومساعدة المحتاجين فكريا وماليا، وتقوية أواصر المحبة والتقوى بين شعوب وأديان العالم بأسره، وتوضيح معالم ومعاني الروح الإسلامية الحقة، وفلسفتها العقائدية الغائرة بالحكمة، وتعاليم الدين الإسلامي، وبيان دور الرسول الأكرم محمد (ص) الذي هو بمثابة أمة كاملة، فهو هادي الأمة وهو رحمة للعالمين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat