إن التأرجح في التعامل مع الأبناء يعد من أسوأ الحالات التي تكتنف عملية تربية الأبناء وأكثرها شيوعاً وأغلبها انتشارا، حيث تبدأ المعاملة بالتدليل، ثم تتحول للشدة المسرفة والعقاب، أو قد يمثل أحد الوالدين الشدة والآخر يمثل اللين المسرف، بل قد يصل الخلاف على معاملة الطفل إلى التشاجر علنا، والتنابز بالألقاب، والطفل في مثل هذا النظام غير المتسق، يسهل عليه أن يسود والديه، ويندفع في طريق العدوان دون ضابط أو قيد.
فضلا عن أن التقلب في معاملة الطفل بين اللين والشدة أو القبول والرفض من أشد الأمور خطراً على خلقه وصحته النفسية؛ فاذا به يثاب على العمل مرة، ويعاقب عليه هو نفسه مرة اخرى، يعاقب على الكذب أو على الاعتداء على الآخرين حينا، ولا يعاقب حيناً آخر، يجاب إلى مطالبه المشروعة مرة، ويحرم منها مرة اخرى دون سبب معقول، يعاقب ان اختلس شيئاً من البيت، ويشجع أن اختلس شيئاً من الخارج... هذا التذبذب في المعاملة يجعل الطفل في حالة دائمة من القلق والحيرة، ولا يعينه على تكوين فكرة ثابتة عن سلوكه وخلقه، كما أنه يهز ثقته بوالديه، ولايدري إن عمل عملا أيثاب عليه أم يعاقب من أجله؟ وقد يفضي به ذلك إلى اصطناع النفاق والكذب والختل، وأن يكون ذا وجهين، ولقد ظهر أن الشدة المعقولة الثابتة أهون شراً من هذا التذبذب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat