وضعني سيّدي في زنزانةٍ ذهبيةٍ مُزخرفةٍ تُسِرُّ الناظرين، كُنتُ أتطلّعُ من خلفِ القُضبانِ إلى أصدقائي وهم يطيرون ويُغرِّدون بأعذبِ الألحانِ لكنّي كُنتُ أعزفُ سمفونيةَ العبوديةِ الممزوجةِ بأدمعِ الشَجَنِ المُلتهبةِ...
توسّلتُ وتوسّلتُ حتى أشفقَ عليَّ سيّدي وفتحَ بابَ الزنزانةِ..
في الوهلةِ الأولى تقدّمتُ خطوةً فانتابني الشعورُ بالوجلِ كيفَ سأخرجُ؟! إنّي لم أُجرِّبْ جناحيَّ حتى! لكنّي رأيتُهم يُغرِّدون لي من بعيدٍ فأغمضتُ عينيَّ وبسطتُ جناحيَّ وطرتُ عاليًا..
تغيّرَ صوتي وبدأَ يعزفُ على ناي الحريةِ، لكن لم أكنْ أعلمُ أنّي أطيرُ على مُستنقعِ التماسيح وجميعُ من فيه كانَ يُريدُ افتراسي وتقطيعي إربًا إربًا، صرختُ فساعدني أصدقائي الطيّبون وها أنا أعودُ أدراجي وأُغلِقُ البابَ بيدي! أُغرِّدُ بكُلِّ كبرياءٍ..
قال لي سيّدي:
- لن أقفلَ البابَ؛ لقد تعلّمتَ درسًا ...
- نعم يا سيدي، تعلّمتُ الكثيرَ؛ تعلّمتُ أنّك سجنتني من فرطِ حُبِّك لي لكن هلّا أخذتني معك وظلّلتني بحُبِّك تحتَ أشعةِ الشمسِ وأغدقتَ عليّ حمايةً كي لا تنهشني ذئابُ الطُرُقات..
فابتسم...
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat