ما بينَ مفترسٍ وسَطوٍ بادِ
جَفَّتْ عيونُكَ واحتَساكَ الصادي
مَحزونَةٌ تلكَ العصافيرُ التي
أعشاشُها مَسروقَةُ الأَعوادِ
مُبتَلَّةٌ غَزَتْ الغُيومُ فؤادَها
فبَكتْ وغنَّتْ أمسَها . . يا شادي
مًسكونَةٌ يلهو بها مطرُ الأذى
ماذا جَنَتْ غيرَ الرواحِ الغادي
تَهِبُ الحياةَ لغيرِها وحصادُها
فقط الذي لا شَي للأَولادِ
تَعِبَتْ أمانيها تُريدُ مُشَرَّفا
يُردي جنونا من يَدِ الصَيّادِ
لعبَتْ بها ريحُ الشّمالِ وساعةً
ريحُ من الغربِ المُسفِّ العادي
أفراخُها .. مَلَكَ الخِواءُ بطونَهمْ
والزَقزَقاتُ تَوَسَلَتْ بالحادي
يا أيُّها الحادي هَلُمَّ لعِشِّنا
فالأمُّ أهلَكَها العِدا بالوادِ
يُعطي لها صَدّاً وتُعطي وصلَها
حِساً يَفوقُ ترافةَ الأورادِ
والانَ حيثُ الصُّبحُ قَبَّلَ بابَنا
هَجَمَ الظلامُ هَزاهِزاً بعوادي
لا الليلُ يَرحَمُنا ونحنُ براعِمٌ
كلا ولا عَصَفُ النَّوى المُعتادِ
واللّيلُ مُنتَصِبُ السُّؤالِ كأنَّما
نَهَضًتْ مَطامِعُهُ من الأجدادِ
ماذا يُريدُ فقدْ تَحَدَّثَ وجهُهُ
عن كُلِّ صَيدٍ في حروفِ الضّادِ
فتَطايَرتْ منهُ بأجنحَةِ الرَّدى
لكنّها وقَعَتْ ببابِ النّادي
حيثُ الغرابُ يؤمُّ فيهِ جماعةً
صَلَّتْ بلا طُهرٍ من الأَحقادِ
هربتْ عصافيرُ الجنوبِ لحلمِها
فإذا بها بينَ الرَّدى والسّادي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat