صفحة الكاتب : هاشم الصفار

قراءة في مضامين فتوى الوجوب الكفائي (والمطلوب أن يحثّ الأبُ ابنه والأمُّ ابنها والزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعاً عن حرمات هذا البلد ومواطنيه)
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  وردت في بيان المرجعية الدينية العليا الذي ألقي في الصحن الحسيني الشريف في يوم (14) شعبان مفاصل مهمة، أبرزها الدعم المعنوي الذي يلقاه الخارج إلى الدفاع عن ماله وعرضه ومقدساته، خاصة وأن فتوى الواجب الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا، قد جبرت بفطنتها التصدع الذي أصاب المجتمع، جراء غفلته عن واجبات اللحمة الوطنية الدستورية، والتي صوّت عليها الشعب بمحض إرادته، فلا سبيل لمصالح شخصية وتحزبية ضيقة أمام المد التكفيري الذي طال مدننا وشعبنا الحبيب.

 ومما لا شك فيه أنه وعبر التاريخ كان الدافع الأسري العامل المؤثر في حث الفرد على أداء واجباته ومسؤولياته تجاه وطنه، فالأب يحفز أبناءه على العطاء والبذل السخي في سبيل إشاعة الروح والمعاني السامية التي يحملها ديننا الإسلامي، ومنها الدفاع عن بيضة الإسلام ومقدساته، وعن الأرض وخيراتها التي عمد أجدادنا على مر العصور على زراعتها ورعايتها...
 والحال ينطبق مع الأمّ وهي تحث ولدها، ولا ننسى ما للأم من عاطفة كبيرة اتجاه ولدها، فما أروعه من موقف يقف له التاريخ إجلالاً عندما تشجع الأم ولدها على الدفاع عن الوطن، إذا ما تعرض لخطر محدق ينذر بهلاك الحرث والنسل، ونسف التاريخ والأصالة والتمجيد بالحضارات السابقة التي حفظناها منذ نعومة أظفارنا.
ولعل واقعة الطف الخالدة خير مثال لذلك البذل والعطاء اللامتناهي، حين دفعت الأمهات خيرة الأبناء وفلذات الأكباد في أتون الحرب الضروس؛ وذلك من أجل نيل الكرامة والعزة والشرف الرفيع في الدنيا والآخرة.
وكذلك الزوجة تحث زوجها، وهي الحريصة دوماً على أن يبقى بجانبها؛ لأنه حاميها وراعي شؤونها وأسرتها، ولكن الهدف أسمى، والغاية أنبل من التفكير بالأطر الضيقة، إلى الانطلاق نحو مجالات أرحب وأوسع ألا وهو الوطن، ومن يفقد وطنه سيظل قشة تتقاذفها الأمواج لا يُعرف له قرار.
إذن، كانت المرجعية المباركة دقيقة في وصف الحالة الأسرية الوجدانية التي لها التأثير الكبير في تحقيق النصر الدفاعي في المحافظة على أرضنا ومقدساتنا من عبث العابثين وكيد الماكرين الذين ليس لهم دين، بل ديدنهم القتل والمثلة والقهر والإذلال.
فلا ينبغي التقاعس وانتظار الدور، بل إعداد العدة والتهيؤ والاستعداد والتحشيد المعنوي والمادي، قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم ما استَطَعتُم من قُوَّةٍ وَمِن ربَاطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدوَّ اللّهِ وَعَدُوكُم وَآخَرينَ مِن دُونِهِم لاَ تَعلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعلَمُهُم وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لاَ تُظلَمُونَ) الأنفال:60.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/12



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في مضامين فتوى الوجوب الكفائي (والمطلوب أن يحثّ الأبُ ابنه والأمُّ ابنها والزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعاً عن حرمات هذا البلد ومواطنيه)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net