مدرسة الإمام الحسين(ع) الخالدة
عادل جبار اسود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

      الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وأمه فاطمة الزهراء (ع) بنت الرسول محمد (ص) الإمام الثالث للشيعة الاثني عشرية الإمامية الذي استشهد في واقعة الطف الخالدة، لم يكن إماما وقائدا وشهيدا للشيعة فقط بل كان مدرسة لجميع جوانب الحياة، ولجميع شعوب وملل وطوائف العالم، تلك المدرسة التي علمت أجيالا وأجيال، علمتهم معنى الكرامة والإباء، معنى التضحية والفداء بل وحتى ابسط تعاليم الضوابط والروابط الأسرية بين الرجل وأسرته.

     فقد كانت مدرسة الإمام الحسين (ع) نقطة انطلاقة الدين الإسلامي إلى شعوب العالم، فمن لم يسلم فقد سار وانتهج نهج الإسلام القويم، فمن قائد الهند غاندي ذاك الهندوسي الذي لا يعبد الله، وقد قال في حق الإمام الحسين (ع): ((تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر))... والمؤرخ الإنكليزي (برسي سايكس) في كتابه تاريخ إيران قال: ((إن الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت، وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا)) وكذلك الباحث الإنكليزي جون اشر في كتابه (رحلة إلى العراق) قال: ((إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي)) .
   إذن فان الإمام الحسين (ع) كان وسيبقى مدرسة الإسلام الخالدة التي تعلم ويتعلم منها المفكرون والباحثون وثوار العالم وعظمائهم القوانين الأولى للحياة وللكرامة وللثورة.
    إخواني وأخواتي الموالين يا من أحببتم الإمام الحسين (ع) وآمنتم بدين الرسول الأعظم محمد (ص) وسرتم في طريق الأئمة الاثني عشرية العظام، ماذا تعلمتم من مدرسة الإمام الحسين (ع) ...؟؟؟؟ قبل أن تذهبوا لزيارة مرقد الإمام الحسين (ع) وقبل أن تحيوا شعائر الإسلام تخليدا لذكراه من إحياء ليلة عاشوراء إلى مشاركتكم بركضة طويريج الخالدة إلى زيارة أبي عبيد الله الحسين (ع) في ذكرى الأربعين مشيا على الأقدام، قبل كل هذا يجب أن نتعلم من مدرسة الإمام معاني كثيرة، أن نسير بنهجه وتعاليمه التي استشهد من اجلها، فقد وضع لنا في مدرسته كل مبادئ وتعاليم ومناهج الإسلام الخالد من الصلاة والصوم والعبادات إلى التعامل بين أفراد المجتمع الواحد. 
  لندرس أولا حياة الإمام (ع) ونتعلم منه فان شهادة (لا اله إلا الله محمد رسول الله) لا تفتح لنا طريق الجنة إلا بشرط الإمامة، وقد قالها الإمام الرضا (ع) في حديث السلسلة الذهبية الخالد: ((لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني امن من عذابي.. ثم قال بشروطها وأنا من شروطها)) وشرط الإمامة الموالاة ومعرفة حق الإمام، والتخلق بأخلاقه وصفاته والسير بنهجه ومبادئه؛ فالعيب كل العيب أن يكون الإمام الحسين (ع) إمامنا وقائدنا وشهيدنا الغالي وغيرنا يتعلم منه ومن مدرسته ليسبقنا ونحن بعيدون كل البعد عن مدرسته الخالدة..
     إخواني وأخواتي الموالين... لنجعل انطلاقتنا منذ اليوم نسير خطوة بخطوة، نتعلم ونعلم أطفالنا في مدرسة الإمام الحسين (ع) مدرسة التضحية والفداء مدرسة الإسلام الخالدة معنى الدين الإسلامي الصحيح، وعندها صدقوني ستشعرون برضا الله تعالى والرسول ص والأئمة الأطهار عليهم السلام وفي مقدمتهم الإمام الحسين (ع). لنتعلم منه ونعلم الأجيال الدين الإسلامي في مدرسة الإمام الحسين (ع) .

الموضوع السابق بحث في فلسفة العرفان التأثيرات العرفانية في علم السلوك عند الشيعة الإمامية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat