الأمل والعمل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اهم شيء للمرأة عفتها ، كلمة طالما كنت اسمعها وانا صغيرة ، واسأل نفسي وهل هناك مسلمة تفرط في عفتها ؟ وحين كبرت ادركت ان العفة وجود والعفة تعني هوية المسلمة وكبر السؤال كيف للمسلمة تقتنع باشياء اخرى بديل للعفة ـ كنت اقول لطالباتي ان أهم ما لدى الانسان المسلم عقيدته وفهمه للحياة وللدين واذا فهم الانسان دوره كمسلم تميز سلوكه واعتز بانتمائه ، المسلم الحقيقي لايقف عن حدود المعرفة وانما يتطلع الى معرفة المزيد حتى ان تفكيره بانسانيته يصرف عنه رغته بالأكل والشرب ، علمنا الدين الاسلامي ان الانسان يولد ومعه تولد الرغبة بالمعرفة والعمل والامل ،وبمعنى ان هذه الولادة مسؤولية يتحملها الانسان ، اي انحراف في السلوك التربوي الاسلامي يعني خيانة للامانة للمسؤولية ،وحينها ستلابسه الشبهات وتتخلله الاوهام والخرافات ليكفر بالله بعلم او دون علم ويصبح كالذين وصفهم الله سبحانه تعالى
( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ًونداءً صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) البقرة آية 171 ومن ضمن الامور التي جذبت انتباهي قضية اخرى قراءة متأملة
في قوله تعالى ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) تأكيدا على حقيقة آخرى : وهي ان الانسان الذي جَبل وفطر على معرفة الله والايمان بوجوده خلق بقلبٍ واحد لا يستوعب إلا ايمانا أو كفرا لا بقلبين حتى يؤمن بأحدهما ويكفر بالآخر أو يحب باحدهما ويكره بالاخر ، فلا يمكن ان يجمع بين عقيدتين متناقضتين ، ولا يتجه اتجاهين ولا اتباعين متناقضين .
فالآية وغيرها من الآيات والنصوص التي تلتقي معها، تعالج حالة الازدواجية التي تعد من الأمراض الخطرة على شخصية الانسان المسلم وعلى الغايات التي خلق من اجلها ، وتؤكد له وحدة الموقف سواء على مستوى العقيدة والقناعة الفكرية ، او على مستوى العاطفة فيما تحب وتكره ، او على مستوى التطبيق والعمل ،
والمعرفة والمعتقد ، حيث انكر الله تعالى على الجيل الأول من الذين امنوا بالله عزوجل وعرفوه ، ولكنهم خالطوا ايمانهم برواسب فكرية ومصالح وانانيات فكتموا الحق عن مسامع قومهم ليضلوا عن الله تعالى فقال عزوجل : ( لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون ) آل عمران/71. وقال ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون ) البقرة / 42. ومن ناحية آخرى اوضح القرآن الكريم نتيجة الموقف الواحد ، والايمان الثابت الذي لا يخالطه كفر أو شرك ، فقال تعالى ( والذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) الانعام /82.
فالامان والاطمئنان والدعة وصدق الهداية وثبات الخطى على الخط الصحيح ، ثمرة الصدق والايمان وعمق المعرفة حين سئل رسول الله (ص) : مالايمان يا رسول الله ؟ فقال (ص) (ما وقر في القلب وصدقه العمل ).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat