التخطيط الأمثل لحياة أفضل
افياء الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
افياء الحسيني

لا يتسنى للمرء احترام مجتمعه، ما لم يؤتَ حظا من الإهتمام والرعاية، ليكون جزءا من الآصرة الإجتماعية، وسببا مهما في سعادة المحيطين به، وحتما هذا يتحقق من التخطيط الأولي المسبق منذ ولادة الطفل وحتى المدرسة، وصولا إلى الإنصهار في الكامل لشبابنا في عملية نهضة شاملة لا تخلّف أحدا وراءها، كي لا يكون سببا في عرقلة الرقي والتطور...
والواقع السيء لا يمنعنا بتاتا من معرفة ما نريد، وما نخطط له لمستقبلنا، ويجب أن تترسخ تلك الأفكار في أذهاننا لتصبح جزءا من هويتنا وشخصيتنا التائقة للأفضل، وأن لا نفكر في النتائج الآنية وهي مهمة بكل تأكيد... ولكن... يجب زرع الأمل حتى لو كان رمقا أو بصيصا من ضوء خافت...
فهناك مهمتان على عاتق المجتمع إحداهما صغرى وتبدأ من الأسرة، هذا المكون الذي هو أشبه بورشة انتاجية تشحن بالدفء ومشاعر الحنو والرأفة، لإنتاج أفراد أسوياء. مع ضرورة فتح قنوات الحوار، وتفهم مايصبو إليه كل فرد من العائلة وطموحاته وما يرتأيه، ومن ثم محاولة تذليل العقبات التي تواجهه.
ولا نقول بأننا نمتلك عصا سحرية للتغيير الجذري السريع ولكن لا بد من تضحيات؛ الأب يضحي، الأم الإخوة الأخوات الأقرباء نفس الفرد أو الشاب لا بد أن يعي ما يريد حتى يتسنى للآخرين مساعدته...
والمهمة الأخرى تعتبر كبرى كآلية تخطيط موسعة تشمل كل الشباب من المتعلمين وغيرهم... فقد تتكسر أعتى النظريات الإصلاحية على عتبة واقع مرير لصلابة الفساد المالي والإداري الذي ينخر مجتمعاتنا، والذي يعتبر الركيزة الأساسية لأكثر هموم شبابنا، فلو تحققت العدالة والمساواة لما بقيت هناك مشكلة واحدة، ولكن يمكننا أن نتعاون فيما بيننا نساعد أحبتنا وأصدقاءنا في الدراسة، في العمل، في شتى مجالات الحياة... هذا إن توفرت لدينا أرضية أخلاقية سمحة مستقاة من الأديان السماوية، وإلا فهناك خطر محدق في سلوكياتنا ناشئ من تقصير أو قصور في أساسيات تربيتنا ومصادر روائنا...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat