الى صديقي القاص فرج ياسين
اتذكرُ....
منذ صباح
نبتت بين اصابعنا الكلمات
ونحن نخضب ارواحنا بالحلم
وبنداء الاقاصي
فيوميء الينا النهر
كانت تحتفي بنا خطواتنا
فنغذّ كلماتنا في صباح طويل
كنت تقول:
الشموس مضيئة ياصديقي
ولكنها لم تعد دافئة
فيما النهر
يعزف اوجاعنا
في موجات تزّاحم عند الضفاف
كنت انا
احاول أن اقبضَ على موجة شاردة
وانتَ
تطارد موجتك
وتردّد:
(معي او تموتي ايتها الموجة الذهبية)
ثمة اشياء تشعرنا بالحب
واخرى تشعرنا بالخوف
وكان الشعر ثالثنا
كم كنا قريبين
وبعيدن
كنت تُحسنُ الصمت
فينشّق عن كفيّكَ سرب الكلمات
وتتركني
أتخفّى وراء إبتسامة هائمة
وارحل بعيدا
حتى طرف الروح
.
.
كان دخانا يتصاعد من جباهنا
ثمة شيء يحترق فينا
اه...
لا سبيل الى الخلاص
كيف نتفادى الهاويه
فاشير الى المساء
اي خيبة تحتفي بنا الان
يا صديقي
اي اسى يمشي في خطواتنا
.......
.......
ذات شوارع...
لم تتسّع لشجن الروح
كنا نتأبط المدينة
كما لو اننا
نحمل في داخلنا فردوسا للحب.
يقود حياتنا
يخرجنا من اسمائنا
فيما الكلمات
لم تعد تكتب نفسها
فتخرج عن عادتها
الخطوات
تخرج عن عادتها
وتنسج طرقاتها
الاحلام هي الاخرى
تخرج عن عادتها
و تقبض على اقمار لم نرها
.....
.....
ربّما
كنا نسير في زمن اخر
ألهذا
كنا نُقذف بالدهشه
وهي تتناثر حولنا
فنملأ جيوبنا بالتهم
وفي المقاهى تنتظرنا الشبهات
كانت احزاننا مشرقة
فنشعرهم بالخيبة
نبالهم كانت مثلومة
ونظراتهم حاسرة
ترتد اليهم
كم كانت أشجارنا عاليةً
ياصديقي
......
دارت الارض دورتها الاربيعين
فأقلّب المرايا
أُفاجأ بالنهر يشيخ بين اصابعنا
يرسم تجاعيده في وجوهنا
والأشجار
تركض خلف ربيع هارب
لماذ المصاطب شاغرة
والطرقات
ملجومة بانتظارها الطويل
اين صباحاتي التي
أيقظتها يوما قصائدي
اين النوافذ التي
رسمتها ابتسامات حبيبتي
ها هي روحي
ترّف على شرفات الغياب
فأراكَ تلوّح بعينيكَ الى ( السحل )*
كما لو كنت تشير الى صباح بعيد
كان الورد يتساقط من نظراتكَ
ياصديقي
فيما المدينة تنزفني
غناءاً حزين
...........................................
*السحل: منخفض شاطئي لنهر دجله جنوب شرق مدينة تكريت.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat