غياب البطاقة التموينية وأثرها على العائلة العراقية ..
عماد الجليحاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعد البطاقة التموينية بمثابة عصب الحياة الإقتصادية للفرد العراقي ، كونها تمثل الجانب الغذائي الأساسي في حياة المواطن البسيط ، وأن مفردات البطاقة التموينية فيها دفعة ومساعدة إقتصادية للفرد العراقي ، لأنها تجعله قادراً على العيش بكفاف ودون عناء على الأقل في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها المجتمع العراقي ..
كما أن البطاقة التموينية لها مردود إيجابي آخر ، فهي تعيل الكثير من العوائل والأسر من التي ليس لها راتب أو وظيفة أو عمل منتظم ، وكذلك من الذين يعيشون تحت خط الفقر ، فهم يعتمدون بشكل كبير على مفردات هذه البطاقة التي يستلمونها كل بداية شهر ، وحتى في أيام النظام السابق فقد كان لهذه البطاقة الدور الكبير والفاعل في أنتشال العائلة العراقية من حضيض العيش الذي كان يعيشه أكثر أبناء الشعب العراقي في تلك الظروف القاسية التي مرت على العراق خصوصاً أيام الحصار الذي فرضته الدول الغربية على العراق بعد أجتياح دولة الكويت عام 1990..
إلا أن هذه البطاقة التموينية لم يبق منها اليوم سوى صيتها العالي وسمعتها المرعبة ..فهي تُطلب من المواطن في كل مراجعاته إلى الدوائر الحكومية ، وُتطلب منه كمستمسك رسمي مهم ، وبدونها لاتمشي المعاملة مهما كانت الظروف ..وحتى عند أصدار بيان للمولود الجديد لدى العائلة العراقية فأنه يطلب منهم البطاقة التي أكل عليها الدهر وشرب كمستمسك رسمي مع المعاملة ..وإذا لم تُجلب البطاقة فسوف لن يعملوا بيان ولادة للطفل الجديد وربما يتأخر هذا الأمر أشهر طويلة ..!!
وبعد إقرار الميزانية سمع الشعب العراقي بذلك الرقم الكبير للموازنة الذي أعلنه مجلس النواب العراقي ، وتفاجأ الجميع بالرقم الهائل الذي ذكرته الموازنة لعام 2012والذي قّدر بأكثر من 100مليار دولار ..
فهل جعل مجلس النواب العراقي نصيباً للبطاقة التموينية من هذه الموازنة الهائلة حتى ينتشل ملايين الأسر والعوائل الفقيرة من جشع التجار وأصحاب المنافع والمطامع ..؟
كلنا ننتظر ونأمل ذلك ..!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عماد الجليحاوي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat