فضائل الإمام أمير المؤمنين ع
عصام عباس الشمري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الامام علي بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وامه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف. ابن عم الرسول وسيف الله المسلول، ولد رضي الله عنه بمكة داخل البيت الحرام.. يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب سنة ثلاثين عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة). وقبل المبعث باثنتي عشر سنة.. ولم يولد في البيت الحرام احد سواه.. وامه تجتمع مع ابي طالب في هاشم جد النبي ص أسلمت وهاجرت مع النبي ص.. وهي أول هاشمية ولدت هاشميا، ولما ماتت كفنها ص بقميصه لأنها كانت عنده بمنزلة أمه)... علما ان ابا طالب يجتمع برسول الله ص من حيث الاباء والامهات الى آدم وحواء. (وقد أجمع أهل البيت على ايمان ابي طالب، واجماعهم حجة عند المسلمين كافة).
وعلى ضوء ما تقدم فعلي ع ولد من ابوين مؤمنين بالله عز وجل، وقد اسلما وحسن اسلامهما وماتا مسلمين.
ان دراستنا لشخصية الامام ع تستوعب كثيرا من الوقت، ولذا نكتفي بما يتسع له المجال في ذكر فضائله، وما قيل في حقه ع، وليعلم القارئ الكريم اني عولت على الكتب المعتمدة عند اخواننا السنة والجماعة واستندت الى اقوال علمائهم.
ان فضائل الامام امير المؤمنين ع لا تعد ولا تحصى، فهي اكثر من ان تحصر واشهر من ان تذكر، فمن فضائله ع: هو أول الناس اسلاما، وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة، وهو مع القرآن والقرآن معه، وهو مع الحق والحق معه، يدور الحق معه حيثما دار، ومنزلته من النبي ص كمنزلة هارون من موسى، وهو أخو النبي ص في الدنيا والاخرة، وهو باب مدينة علم رسول الله ص، لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا منافق، وهو ممن أمر النبي ص بحبهم، وهو أحب الخلق الى الله (بعد النبي ص) وهو من النبي والنبي منه، ومن اذاه فقد اذى رسول الله ص ومن احبه فقد أحب رسول الله ومن أبغضه أبغضه رسول الله ص ومن سبه فقد سب رسول الله ص.
ويحب الله ورسوله ويحبانه، فهو سيد العرب وهو المجاهد العظيم في نصرة الاسلام والمسلمين ولولاه لقضي على الدعوة الاسلامية وهي في المهد، وبلا تعصب فهو بطل الاسلام الاول بلا منازع.
قال السيوطي: وشهد مع رسول الله ص في معركتي بدر وأحد،، وسائر المشاهد الا تبوك فان النبي ص استخلفه على المدينة، وله في جميع المشاهد آثار مشهورة، واعطاه النبي ص اللواء في مواطن كثيرة... واحواله في الشجاعة، واثاره في الحروب مشهورة. 
وقال ابن عبد البر: وقد اجمعوا أنه أول من صلى القبلتين، وهاجر وشهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد، وانه ابلى ببدر وأحد والخندق وخيبر البلاء العظيم، وكان لواء رسول الله ص بيده في مواطن كثيرة، ولم يتخلف الا في تبوك، خلفه رسول الله ص على المدينة، وقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ع.
وقال الامام النووي: كنية علي رضي الله عنه أبو الحسن، وكناه رسول الله ص أبا تراب، فكان أحب ما ينادى به اليه. وهو أخو رسول الله ص بالمؤاخاة، وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين، وابو السبطين، واول هاشمي ولد بين هاشميين، واول خليفة من بني هاشم وهو احد العشرة الذين شهد لهم رسول الله ص بالجنة، واحد الستة اصحاب الشورى الذين توفي رسول الله ص وهو عنهم راض، واحد الخلفاء الراشدين، واحد العلماء الربانيين، والشجعان المشهورين، والزهاد المذكورين، واحد السابقين الى الاسلام. وشهد في حقه وفضائله سعيد بن المسيب قال: لم يكن أحد من الصحابة يقول: سلوني إلا علي، وقال: كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها ابو الحسن. وعن ابن عباس قال: اعطي علي تسعة اعشار العلم، ووالله لقد شاركهم في العشر الباقي، وقال: اذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لا نعدوها.
وقيل في حقه ع:
هذا علي قد اتى بفضائل  *** ومناقب ومعاجز ومواهب
هذا الذي يحوي الفضائل كلها *** وهو الخليفة والوصي الصاحب
ومن فضائله ع المشهورة (ان الشمس ردت لعلي ع) هذه الفضيلة العظيمة التي حاول بعض الجهلاء انكارها بدوافع مذهبية طائفية لا تخلو من الحق والحسد، لأن الحقد والحسد عاملان اساسيان في انكار ما هو حق عنادا وجحودا لله ولرسوله ص في مواجهة الحقائق الثابتة، هذه الفضيلة الثابتة التي اختص بها الامام كيف يمكنهم انكارها والتشكيك في مصداقيتها وقد اثبتها الامام زين العابدين ع في خطبته بالشام حيث قال: (انا ابن من ردت له الشمس حتى صلى...)  وكلام الامام المعصوم المعترض الطاعة حجة على جميع الخلق لأن كلامه ع متسلسل عن جده رسول الله ص وجده (لا ينطق عن الهوى..) فهي اذن اوضح من ان تنكر، ودليلنا في ذلك ما ورد في كتب اخواننا السنة، ومنها أخرج الطبراني والطحاوي وغيرهما، عن اسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله ص يوحى اليه ورأسه في حجر علي، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس فقال رسول الله ص: صليت يا علي؟ قال: لا فقال رسول الله ص: يا الله انه كان في طاعتك وطاعة نبيك فاردد عليه الشمس. قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت.
قال السيوطي: الحديث صرح جماعة من الائمة والحفاظ بأنه صحيح، قال القاضي عياض في الشفاء: اخرج الطحاوي في مشكل الاثار عن اسماء بنت عميس من طريقين ان النبي ص كان يوحى اليه ورأسه في حجر علي.. فذكر الحديث قال الطحاوي: وهذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات. وحكى الطحاوي ان احمد بن صالح كان يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ  حديث اسماء لأنه من علامات النبوة.
ثم قال: ومما يشهد بصحة ذلك قول الإمام الشافعي رض وغيره: ما أوتي نبي معجزة الا أوتي نبينا ص نظيرها او ابلغ منها وقد صح ان الشمس حبست على يوشع ليالي قاتل الجبارين، فلابد ان يكون نبينا ص نظير ذلك فكانت هذه القصة نظير تلك، والله أعلم.

الموضوع السابق الثقافة الإسلامية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat